ليطمئن الأخوة الأقباط والمسلمون، فلن يستقيل وزير الداخلية، لن يستقيل مجدى عبدالغفار رغم سجل الخزى والعار من حوادث الارهاب فى عهده، لن يستقيل طالما السيسي شايف إنه مش غلطان والعبوة الناسفة "بنت الكلب" هى السبب فى جريمة الكنيسة البطرسية التى راح ضحيتها ٢٣ شهيد حتى كتابة هذه السطور !
لذا فعليكم ألا تذرفوا الدموع ولا تشقوا الجيوب، عليكم ألا تتقبلوا العزاء فى الضحايا الأبرياء، وألا تواسوا ذويهم، وقولوا لمن كانوا يرافقونهم، امسحوا دم أشقائكم من على ثيابكم، احملوا أشلاءهم المتناثرة مع جدران الكنيسة، اجمعوا أصابع يد الطفلة التى تبقت من جسدها فى صمت، وقولوا لأمها وأبيها إن كانوا لا يزالون على قيد الحياة : معلهش، ما كانش لازم تروحوا الكنيسة النهاردة !
تجردوا من مشاعركم، لا تبكوا بحرقة، تبلدوا كما تبلد نظامنا، امسحوا دموعكم وانسوا دماء الضحايا لأن دماء المصريين عادة ما تذهب هدراً، كما ذهبت دماء شهداء سيناء، وشهداء الهرم، امسحوا دموعكم وانتظروا 5 آلاف جنيه ستدفعها لكم الحكومة تعويضاً لأرواح شهدائنا !
لا وقت للعزاء أيها المكلومون، فلا عزاء للمصريين المحروقين بجاز وسخ في هذا البلد، حان الوقت لأن نرسل برقيات التهانى للرئيس السيسي، فليهنأ الرئيس بزيارته للكاتدرائية، وليهنأ بتقدمه لجنازة الشهداء وليهنأ بتصفيق الأقباط له، وليهنأ البابا بصمته، وليهنأ الرئيس وحكومته بفشلهم، وليهنأ الارهابيون الذين وجدوا نظاماً فاشلاً فاستغلوا فشله وانشغاله !
ليهنأوا جميعاً فى هذه اللحظة وعقارب العام الجديد تدق وهى غرقانة بالدم، دم الأبرياء من الأخوة الأقباط، ذهبوا ليصلوا بكنيستهم فعادوا جثثاً هامدة، ليهنأوا جميعا فنحن شعب طيب، ونظامنا يستغل هذه الطيبة جيداً، وشوية و ح ننسي، وح يلهينا بحاجة تانية، ح ننسي كما نسينا جريمة القديسين، التى لم نعرف حتى الان من فعلها ولم يحاسب عليها أحد !
ليهنأ السيد وزير الداخلية ورجاله، فأعينهم التى تحرس السياسيين، وتقمع المطالبين بالحرية والعدل، لن يضيرها شئ، و لا ح تاخد بالها من واحدة إرهابية تحمل عبوة ناسفة تتسبب فى موت عشرات أو مئات الأقباط يوم رأس السنة.
ليهنأ كل من سكبوا البنزين على نار الفتنة، من شيوخ ومفكرين، ليهنأ كل الإرهابيين، وكل المفخخين في البلد !
قليل من الصراحة ينجينا، المسئولون عن هذا الحادث معرفون، أولهم مجدي عبدالغفار - وزير الداخلية – فلو كنا فى بلد يحترم شعبه، لكان استقال على الفور، أو كان استقال عندما حدث ما حدث فى الهرم منذ أيام، وكان استقال عندما أغتيل النائب العام، وكان استقال عندما قام ضباطه بقتل مجدي مكين وطلعت شبيب !
مجدى عبدالغفار مسئول لأنه المنوط به تأمين الكنائس، مسئول لأن تفتيش سيدة تحمل متفجرات تزن ١٢ كيلو أمر سهل اكتشافه، لو أن هناك تقديراً للموقف، لو أن أجهزته ترصد وتتابع وتسبق الجريمة، كما تفزع وتهرع لمحاصرة نقابة الصحفيين وصحفييها، فيرسل إليها جيوشه المجيشة، وعرباته المصفحة !
المسئولون عما حدث هم المتواطئون والعنصريون، كل من يروّجون للاسطوانات المشروخة والشعارات السخيفة، المسئولون عما حدث هم من يصعدون المنابر ويبثون سمومهم ويكفرون الأقباط ويحرضون ضدهم ويحقرون من شأنهم.
لا يقل هؤلاء جرماً عمن يشرفون على مناهج تعليمنا، ويزرعون في أطفالنا الحقد والكراهية والعنصرية والمدرسين والمدرسات الذين يعتبرون الأقباط مواطنين من درجة ثانية .
المنبطحون والمنافقون في الإعلام والسياسة، في الأزهر والكنيسة، في الفن والرياضة، هم أيضا مسئولون، هؤلاء أصحاب الاختفاء الغريب فى عباءة النظام - أي نظام - الأقباط البسطاء لقنوهم اليوم درساً قاسياً.. طردوهم شر طرده، لن يصدقوهم، سئموا تبريرهم وملوا من نفاقهم وتطبيلهم، مع كل إرهاب جديد،يكررون على مسامعهم ما يحفظون!
أما من نفذوا هذه الجريمة البشعة، أو من يقفون وراءها، سواء في الداخل أو الخارج أو من شمتوا في الشهداء، هؤلاء لا دين ولا ملة لهم، أعرف أنهم لن ينتهوا ولن يتوقفوا طالما وجدوا بيئة خصبة لبضاعتهم وأفكارهم الظلامية ونظاماً يحمي مفكريهم ولا تجرؤ أجهزته على الاقتراب منهم بل تحميهم!
أما من يكذبون وهم يعلمون بكذبهم، هؤلاء الذين يروّجون لأن النظام فعل الجريمة هذه بنفسه، فهولاء مرضى ولا علاج لهم، والرد عليهم مضيعة للوقت وذهاب للعقل.
هؤلاء هم المسئولون فحاسبوهم، وقبلها حاسبوا كبيرهم وضعوا الفأس فى رقبته، كما فعلها إبراهيم، فنار عقابهم لن تكون أقسي من النار التى تحرق قلوبنا الآن وكل يوم .. كفاية دم