لا تشغل المصالحة بين حماس وفتح الرأي العام الصهيوني والإعلام الصهيوني كثيرا. ففي هذه الأيام، تحتفل #إسرائيل بموسم الأعياد اليهودية، ولا تصدر الصُّحف كالمعتاد، ويتناول معظم عناوينها صراع أصحاب الإعاقات لزيادة مخصصاتهم، وقضايا سياسية أخرى.
ومع ذلك، من خلف الكواليس، يتابع جهاز الاستخبارات وتقدير الأوضاع في إسرائيل باهتمام الأحداث في محور القاهرة، غزة، ورام الله.
ما هو الاختلاف بين اتفاق المصالحة الحالي عن الاتفاقات الكثيرة السابقة الموقعة بين الجانبَين رسميا وانفجرت في ظل الكراهية الكامنة بين الحركتين؟ تقدر جهات إسرائيلية أن في هذه المرة هناك احتمال لحدوث تغيير في ظل حقيقة أن الجانبين ضعيفين: وصل الوضع الاقتصادي والإنساني في غزة في ظل حكم حماس إلى وضع شبيه بالوضع في بعض دول إفريقيا قبل أن يوقف أبو مازن نقل الأموال. بات الوضع لا يحتمل حاليا. يسيطر يحيى السنوار وحده تقريبا، خلافا لما كان متبع في مجلس شورى حماس واتخاذ القرارات الجماعية. فهو غير قادر على إقناع الآخرين ويصدر تعليماته، من بين أمور أخرى، بينما يستعين بشخصية محمد الضيف، كسلطة روحانية.
يعمل أبو مازن بناء على دافع مركزي وهو الرهاب من دحلان ومن أن ينجح في أن تطأ قدمه في غزة ويشكل المصريون لاعبا مركزيا في هذا الرهاب فبعد سنوات من مقاطعة حماس، قررت مصر أنه من الأفضل أن تتدخل بما يحدث في الساحة الخلفية لمصر أي قطاع غزة. ويعمل أيضا في الساحة توني بلير والسويسريون. وهذا بناء على الافتراض أن دون التوصل إلى وحدة فلسطينية لا يمكن دفع عملية جدية مع إسرائيل.
من المتوقع أن يدعي اليمين الإسرائيلي أن أبو مازن يتعاون مع المنظمة الإرهابية حماس ولهذا يجب مقاطعته وفرض العقوبات ضده. هناك من يدعم المصالحة بشكل أساسيّ، لا سيما تأهيل غزة وتحسين الوضع الإنساني فيها. على أية حال، تتبع إسرائيل حاليا سياسة الانتظار بصبر ورؤية إذا كانت هذه المصالحة مجرد مصالحة أخرى مصيرها سلة النفاية التاريخية أم أنها ستحقق تقدما ملحوظا.
تطرق رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء، إلى المصالحة الفلسطينية بين حركة فتح وحماس، وتصريحات رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، للإعلام المصري، أن إسرائيل يجب أن تعود إلى المفاوضات بعد المصالحة، قائلا إن "إسرائيل لا يمكن أن تقبل مصالحة زائفة، يتصالح بموجبها الجانب الفلسطيني على حساب وجودنا".
وأضاف: "تصورنا للمصالحة واضح وهو يشمل: اعتراف بدولة إسرائيل، تجريد الجناح العسكري لحماس من السلاح، وقطع العلاقة مع إيران التي تنادي إلى تدميرنا".
وكان الرئيس الفلسطيني قد تحدث مع وسائل إعلام مصرية وأوضح أن إسرائيل تصرح ادعاءات متناقضة إزاء المفاوضات مع الفلسطينيين فهي من جهة تقول إنها لا تستطيع صنع السلام طالما هناك انقسام فلسطيني، ومن جهة أخرى تعلن رفضها لوحدة وطنية بين فتح وحماس "الإرهابية".
وأوضح عباس أنه اشترط على حماس تسليم سلاحها لإتمام المصالحة الفلسطينية. "لن نستنسخ نموذج حزب الله اللبناني في غزة" قال . وأضاف أن الجانب الأمريكي وكذلك الإسرائيلي لم يعربا عن معارضتهما للمصالحة. وأشار إلى أن إسرائيل لم تمنع عبور الوفد الفلسطيني من رام الله إلى غزة وهذا دليل أنها لا تعارض المصالحة.
نقلا عن موقع المصدر الصهيوني