كتب: عبدالرحمن كمال - بوابة يناير:
>> دور وزير الصحة المريب في تفاقم الأزمة.. وسر إسراعه في الاستعانة بالقوات المسلحة
>> حتى في “أشباه الدول”.. القوات المسلحة لا يدخل في اختصاصاتها توفير ألبان الأطفال
- فيه مولود يستغنى عن البزازة
- أبداً دول كلهم مفاجيع
- أهو أنا لميت البزازات كلها وحا ابيعها النهارده في السوق
الفقرة السابقة كنا نعرفها على أنها من حوار النجمين الراحلين أحمد مظهر وإسماعيل ياسين في فيلم العتبة الخضرا، لكن النظام الحاكم اكتشف منها نموذجا يرقى لدرجة النظرية، من اجل الاستيلاء على قطاع لبن الأطفال، المشابه لـ"البزازات" التي تحدث عنها أحمد مظهر وإسماعيل ياسين.
بداية الأزمة
طوال الأسابيع الماضية، يعاني المصريون من عدم توفر لبن الأطفال بأسعار مدعمة داخل الوحدات الصحية، وتعددت الشكاوى دون أن تجد أى صدة من وزير الصحة الذي اكتفى فقط بوعود "كاذبة" عن توفير اللبن بالكروت الذكية، على حد وصف الأهالي.
الأهالي ضاق بهم ذرعا إهمال الحكومة وعدم سعيها لحل المشكلة، فما كان منهم إلا ان قاموا بقطع طريق كورنيش شبرا أمام معهد ناصر، احتجاجا على رفع أسعار لبن الأطفال المدعم، ورفض الشركة المصرية لتجارة الأدوية صرفه، ما تسبب في شلل مروري تام بكورنيش النيل.
وتسبب تجمهر الأهالي في شلل مروري تام على طريق الكورنيش، ومطلع كوبري المظلات، وتدخلت قوات الأمن وفضت التظاهرة، وأعادت فتح طريق الكورنيش مرة أخرى، ووجهت المواطنين للتجمهر بشارع شركات الأدوية، وعدم قطع الطريق.
ولم يكن شارع الكورنيش الوحيد الذي استقبل احتجاجات الأهالي، صباحا، فتجمع عشرات الأهالي في منطقة شبرا، وقطعوا شارعي شبرا وجسر البحر، بسبب اختفاء لبن الأطفال، ما تسبب في شلل مروري أيضا بشبرا والشوارع المحيطة بها.
وقال الأهالي إنهم فوجئوا بارتفاع ثمن عبوة لبن الأطفال من 17 إلى 60 جنيهاً، في الصيدليات بعد رفع الدعم عنه، بالإضافة إلى عدم توافرها وصعوبة الحصول على اللبن الذي مازال مدعماً من الدولة ، منتقدين رفع الدعم عن لبن الأطفال الرضع الذي يباع في الصيدليات بدعاوى تحسين أحوال الاقتصاد.
وزير الصحة سبب الأزمة
وزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين، أحد أسباب تفاقم الأزمة، خرج علينا بتصريح مريب غريب، حيث قال في تصريحات صحفية، إن الهدف من مشروع سمّاه "منظومة ميكنة صرف ألبان الأطفال المدعمة"، الذي ارتفعت بموجبه الأسعار، هو "دعم وتشجيع الرضاعة الطبيعية"، نافياً وجود أزمة في ألبان الأطفال المدعمة في مصر، مشيراً إلى وجود مخزون من الألبان يقدر بـ18 مليون علبة، ومؤكداً أن الدولة تدعم ألبان الأطفال بـ450 مليون جنيه.
رئيس الشركة القابضة لتجارة الأدوية د. عادل طلبة، أكد أن أحد أسباب الأزمة قرار لوزير الصحة بوقف بيع الألبان المدعمة في منافذ الشركة المصرية لتجارة الأدوية، وحصر توزيعها بوحدات الرعاية الأساسية، بهدف غلق الباب أمام سماسرة السوق السوداء.
ما زاد الأزمة قرار لوزارة الصحة تخفيض حصة ألبان الأطفال المستورد من 23 مليون علبة عام 2015، إلى 13 مليوناً فقط عام 2016، بحسب مصدر بوزارة الصحة، ضمن خطة تقليص الدعم لأن الألبان مستوردة من الدنمارك وسويسرا وأميركا، ففتحت بذلك مجالاً للسوق السوداء، وتزاحم غير عادي للآباء والأمهات في محاولة لاقتناص علبة لبن أطفال مدعم.
الجيش يتدخل لحل الأزمة!
بعد ساعات على تفاقم أزمة لبن الأطفال في مصر، أعلن وزير الصحة، أحمد عماد، أن القوات المسلحة ضخت 30 مليون علبة لبن للأطفال بالصيدليات بأسعار 30 جنيها للعبوة بدلا من 60 جنيها.
ورغم أن القوات المسلحة في أي دولة ، او حتى في أي "شبه دولة" لا يدخل في اختصاصاتها توفير ألبان الأطفال، إلا أن التهانئ والدعوات والتبريكات انهالت على الجيش المصري الذي تتدخل وحل الأزمة وكان رحيما بأطفال مصر.
نظرية أحمد مظهر
الأمر المثير للانتباه، هو سرعة اتخاذ وزير الصحة لقرار الاستعانة بالقوات المسلحة، والإعلان عن توفيرها 30 مليون عبوة لبن أطفال، لحل الأزمة بشكل عاجل.
الأمر الأكثر إثارة، هو كيف توفر لدى القوات المسلحة هذا العدد الهائل من عبوات ألبان الأطفال؟ رغم أن القوات المسلحة -على حد علمنا- لا يتضمن اي من امبرطورايتها الاقتصادية مصانع لإنتاج ألبان الأطفال، بحيث يصبح من الجائز وقتها افتراض أن الجيش استخدم مصانعه تلك في حل الأزمة.
نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي أعربوا عن ريبتهم من هذا الأمر، ووصل الأمر ببعضهم إلى حد التلميح إلى تورط القوات المسلحة في ازمة لبن الأطفال، ومن ثم الاستعانة بالجيش لحل الأزمة، على طريقة أحمد مظهر في فيلم العتبة الخضراء.
