هذه القصيدة للشاعر الكبير أمل دنقل ( 1940-1983م ) لم تتضمنها أعماله الشعرية الكاملة التي صدرت في عدة طبعات عن مكتبة مدبولي بالقاهرة ، ولم تتضمنها طبعات دواوينه المختلفة ، ومن آخر ما صدر له عن مكتبة مدبولي ( الأعمال الشعرية ) وتتصدرها مجموعة من القصائد غير المنشورة ليس من بينها هذه القصيدة ، ثم بقية دواوينه المعروفة : مقتل القمر ، البكاء بين يدي زرقاء اليمامة ، تعليق على ما حدث ، العهد الآتي ، اقوال جديدة عن حرب البسوس ، أوراق الغرفة (8) . ولقد ألقيت القصيدة في برنامج : أمسية ثقافية الذي يقدمه الشاعر فاروق شوشة في تسجيل نادر جمع بين الشاعر أمل دنقل والشاعر عبدالرحمن الأبنودي في العام 1982م ، وقد قمت بتسجيل هذه القصيدة النادرة من هذا البرنامج الذي أذيع قبل سنوات . لكن القصيدة لم تنشر في أي ديوان أو اي عمل مطبوع .
حوار على النيل
شعر: أمل دنقل
- من ذلك الهائم في البريهْ
ينام تحت الشجر الملتف
والقناطر الخيريهْ
- مولاي. هذا النيل
نيلنا القديم
- أين ترى يعمل أو يقيم
- مولاي. كنا صبية نندس في حياضه الصيفيهْ
فكيف لا تذكره؟
وهو الذي يذكر في المذياع
والقصائد الشعريهْ
هل كان قائدا؟
مولاي. ليس قائدا
لكنما السياح في مطالع الشتاء
بالأقمصة القصيرة الأكمامْ
يأتون كي يروه
آه
يصورونه بوجهه الباكي
وكوفيته القطنيهْ
لكي يشهروا بنا
بالنظم الثوريةْ
تعال كي نودعه
في ملجأ الأيتام
مولاي. هكذا تحبه الصبايا والرعاة والأغنام
وأم كلثوم التي كانت تغني له
في وصلتها الشهريةْ
- النيل؟
أين يا ترى
سمعت عنه قبل هذا اليوم؟
أليس ذلك الذي
كان يصاحب العذارى
ويحب الدمٌْ؟
- مولاي. قد تساقطت أسنانه في الفمُْ
ولم يعد يقوى على الحب وألعاب الفروسيةْ
- لا شأن لي
لابد أن يبرز لي أوراقه الرسميةْ
فهو صموت
يصادق الرعاع. يعبر القرى
ويدخل البيوتْ
ويحمل العشاق في الزوارق الليليةْ
- مولاي هذا النيل
- لا شأن لي
بذلك المشرد المجنون
لابد أن يريني أوراقه الرسميةْ
شهادة الميلاد
والتطعيم، والتأهيل
والموطن الأصلي والجنسيةْ
لكي ينال الحق
في الحريةْ .
نقلا عن موقع الجسد