* طارق قاسم
أمس حاورت قناة الجزيرة مباشر ، أستاذي الكاتب الكبير ، مجدي حسين . الذي دعا لمراجعة فلسفة تعامل المعارضة مع الواقع المصري عموما . و وضع يده على جرح يخشى الجميع الحديث عنه . هو فشل المعارضة إجمالا . و فشل الحركة الإسلامية .
بعض الحمقى ، علقوا على الحوار زاعمين ان الأستاذ مجدي تأثر بالسجن !
في سفه وسوء أدب ، يتجاوز حقيقة انه لا منطق لدى هؤلاء و من يحركونهم . يجعلهم يكابرون و يصرون على عدم الاعتراف بأي خطأ من جانبهم او من جانب قادتهم .
وأظن أنه لولا ان التعليمات التركية الأخيرة بشأن إعلام المعارضة بالخارج ، أثبتت و قالت بوضوح انه حتى الاتراك والقطريين يرون أن المعارضة المصرية فاشلة ، لكان التطاول و التجاوز قد انهال على الأستاذ مجدي من كل ناحية .
وخلال الأيام الماضية، قال احد رموز وقيادات ما يعرف بالمعارضة المصرية بالخارج، من حملة الدكتوراة، قال لعدة أشخاص حاوروه على club house وجالسوه في الحقيقة، قال لهم نصا: "الأتراك باعونا" !!!
هكذا ..
بمنتهى السفور و الفجور و الوقاحة .. ونكران الجميل للأتراك أنفسهم !
مع ان نفس الشخص قيادي المعارضة لم يكن يرفض ان يكون حذاء في رجل أي جهة أو بلد طوال السنوات الماضية !
بل إنه كان بالفعل !
هو و آخرون كثر .
و الغريب ان هذا الشخص تحديدا ، رغم انه من أكبر المخبرين لنظام السيسي و إعلامه طوال السنوات الماضية ، إلا أن أول تهمة كان يكيلها للمختلفين معه هي العمالة لنظام السيسي !!
و عن الإخوان ، حدث ولا حرج !
هم أساتذة للفشل بامتياز مع مرتبة الشرف . في كل عصر و زمان .
و بعد سنوات من الإعلام الممول قطريا بمئات الملايين من الدولارات في الخارج ، جاء مسلسل " الاختيار 2 " ليعيد جدلا لو كان لدينا معارضة محترمة ، بإعلام ناجح لكان أغلق من زمااااان !
و على ذكر الإعلام ، فحتى هذا ، إعلام المعارضة ، فضحه و عراه محمد علي ، الي مهما كان تقييمك له ، إلا انه حرك الواقع الراكد بـ " موبايل " و علبة سجائر مارلبورو أحمر !
و قد اعترف محمد علي مؤخرا ان أحد الذين عوقوا تحركه هو قيادي بارز بالمعارضة اعتاد وصم مخالفيه بالعمالة للسيسي !
اقرأ أيضا: جميع اللى ماتوا عيالى الصغار.. جميع اللي عاشوا ملوك القمار| أغنية تذاكر هانم (مسارح وسيما)
ومنذ عدة أسابيع خرج الكاهن الاكبر للإخوان " ابراهيم منير " ليطالب بحوار مع النظام مقابل " التيسير " على المعتقلين !
التخفيف فقط !!!
و تلقف تصريح منير ، بعض قيادات المعارضة بالخارج ، و تسولوا من تركيا وساطة كانت صرحا من خيال فهوى !
بعدما كان منير يدندن و يطنطن على نفس القناة ، التي تمثل " الفرع الإخواني لقناة الجزيرة " ، رافضا الحوار مع النظام .
و في السحن ما يزال عشرات الآلاف من المعتقلين .
تخرج منهم الآن أعداد متفاونة كل فترة ، جراء حسابات داخلية و دولية ، ليس للمعارضة ولا جهدها أي دخل في خروج هؤلاء المعتقلين .
و قريبا يكتمل انتهاء هذا الفيلم المأساوي .
و ينجلي غبار المعركة .
و يتجلى للجميع ان السنوات السبع العجاف الماضيات انقسم فيها فريق المعارضة و معسكرها لفئتين :
الأولى قليلة العدد ، قوامها القيادات السياسية و الإعلامية ، هذه فازت بكل شيء.
و الثانية ، هي الغالبة ، الأكثرية ، وقد خسرت كل شيء !
من يدفع لهؤلاء البسطاء فاتورة ذلك الصدام المرير و الفشل الكبير ؟؟!!
من يعوض أبناء المعتقلين وذويهم ؟
و أمهات الشهداء و زوجاتهم !
لكن القيادات و الرموز و الإخوان ، الذين منّوا الناس وو عدوهم بالنصر المبين طوال سنين !! من يحاسبهم ؟!
الغريب ، أنه يوما ما ، غالبا ليس بعيدا ، حين تنشر كواليس هذه المرحلة ، سيذهل الناس حين يكتشفون أن شخصيات عسكرية و أمنية ، كانت اكثر وطنية من أغلب إن لم يكن كل قيادات المعارضة!
و انها لعبت ادوارا محترمة لإنهاء الاوضاع الخطأ !
و انها كانت احرص على شباب مصر و أبناء المعارضين من قياداتهم انفسها ، التي ورطتهم في الخناقة ، ثم تحولت لمقاول انفار لدى قطر و غيرها .
* إعلامي مصري