صباح 9 نوفمبر 2016.. ليلة لن ينساها الحزب الديمقراطي في أمريكا على مر التاريخ، وسيظل أتباعه يذكرونها على أنها الليلة الصادمة التي أبكت ملايين الأمريكيين.
سيذكر الديمقراطيون هذا اليوم؛ لأنه اليوم الذي ودعوا فيه كرسي الرئاسة، رغم كون مرشحتهم هيلاري كلينتون كمانت قاب قوسين أو أدنى من الوصول إليه، ورغم حملة الدعاية المضادة التي نالت من سمعة المرشح المنافس الجمهوري دونالد ترامب، ناهيك عن تصريحات ترامب الحمقاء الكفيلة بتدمير رصيد أي مرشح في مجلس النواب، فما بالنا بمرشح رئاسي!
الكابوس لم يقتصر على الانتخابات الرئاسية، بل توسع وامتد ليشمل انتخابات مجلس النواب، وانتخابات مجلس الشيوخ، وبالتالي انتخابات الكونجرس.. بل وحتى انتخابات حكام الولايات.
خيبة أمل وحسرة لمناصري #كلينتون بعدما طالبهم مدير حملتها بالعودة لمنازلهم | #شاهد_سكاي pic.twitter.com/Z6d3pcwMf4— Sky News Arabia (@skynewsarabia) ٩ نوفمبر، ٢٠١٦
أنصار #كلينتون يبكون ويواسون بعضهم البعض | #شاهد_سكاي pic.twitter.com/4qM7sWt0bp— Sky News Arabia (@skynewsarabia) ٩ نوفمبر، ٢٠١٦
سقوط هيلاري.. الصدمة الكبرى
انتخب الجمهوري دونالد ترامب صباح الأربعاء رئيسا للولايات المتحدة عبر فوزه بأصوات 278 من كبار الناخبين من أصل 270 كانت تلزمه لدخول البيت الأبيض في 20 يناير المقبل مقابل 219 لمنافسته هيلاري كلينتون.
انتصر دونالد ترامب، وهزم المؤسسة الامريكية الحاكمة، وممثلتها المفضلة والمدللة هيلاري كلينتون، مثلما هزم الامبراطوريات الاعلامية الجبارة، واثبت عمليا زيف استطلاعات الرأي وانعدام مصداقيتها، والشيء نفسه يقال ايضا عن عشرات، او مئات، المحللين، والخبراء، وبنوك العقول، التي تنبأت بهزيمته في الجولة الاولى، وبالضربة القاضية.
وصفوه بالجهل وعدم الخبرة السياسة، تبرأ منه زعماء حزبه الجمهوري، ونخبته في الكونغرس، ومجلس الشيوخ، ولكنه صمد وواجه التحدي بالتحدي، واثبت انه الاقدر على فهم الشعب الامريكي، ومطالبه، وقراءة مزاجه العام بدقة متناهية، ووضع خطوط الخطاب الذي يصل اليه بفعالية.
الشعب الامريكي، ومثلما اوضحت هذه الانتخابات، اصيب بحالة من الملل من نخبته الحاكمة، وانفصام الشخصية الذي تعانيه، وانفصالها عنه وهمومه، ومشاكلة، وطموحاته، ولذلك انحاز الى هذا “المتمرد” على مؤسسة الحكم، وقرر اعطاءه صوته وثقته ايضا.
النواب والشيوخ.. خبطة أخرى في دماغ الديمقراطيين
فرض الحزب الجمهوري سيطرته على مجلسي النواب والشيوخ عقب ظهور نتائج الانتخابات التشريعية اليوم الأربعاء، والتي تزامنت مع انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة.
وذكرت تقديرات على موقع "أن بي سي هاوس" أن الحزب الجمهوري حاز على 236 مقعدا في مجلس النواب مقابل 199 للحزب الديمقراطي، كما تمكن مرشحه دونالد ترامب من التغلب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بحصده 276 من أصوات المجمع الانتخابي، بحسب النتائج التي ظهرت حتى الآن.
ويعني هذا الفوز أنه سيكون من السهل على ترامب تمرير التشريعات إذا ما تأكد فوزه بالرئاسة رسميا، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وكان الحزب قد أكد عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) في وقت سابق أنه احتفظ بالسيطرة على مجلس الشيوخ، بينما بدا أن مرشحه للرئاسة دونالد ترامب فاز هو الآخر بالمنصب الرفيع بعد إقرار مدير حملة منافسته كلينتون بهزيمتها.
ويهيمن الجمهوريون منذ 2014 على مجلس الشيوخ الذي يؤدي دورا حاسما في آلية تسمية قضاة المحكمة العليا وكبار المسؤولين الحكوميين.
انتخابات الولايات.. الجمهوريون يتوحشون
فاز الجمهوريون في الولايات المتحدة الأغلبية التي يتمتعون بها في انتخابات حكام الولايات التي شهدت يوم الثلاثاء اختيار حكام 12 ولاية.
ومع ذلك جاءت النتائج متقاربة للغاية في سباق محط الأنظار في ولاية نورث كارولاينا وقد لا تعلن النتيجة النهائية حتى الأسبوع المقبل.
وأعلن روي كوبر المدعي العام الديمقراطي في تلك الولاية فوزه بعد أن حقق تقدما بسيطا على المحافظ الحالي بات مكروري الذي عرقل مسيرته رد الفعل السلبي على قانون اعتمده يقيد حرية من تحولوا من جنس لآخر في استخدام الحمامات ويقيد الضمانات التي تحمي المثليين والسحاقيات من التمييز ضدهم.
غير أن مكروري قال لأنصاره اليوم الأربعاء إن عملية فرز الأصوات قد تستمر حتى يوم 18 نوفمبر الجاري.
وأظهرت نتائج غير رسمية للانتخابات في الولاية أن ما يفصل بينهما 4400 صوت فقط.
ومددت الولاية ساعات التصويت في ثماني مراكز بمقاطعة ديرهام بعد أن ظهرت مشاكل في عملية التصويت الإلكتروني خلال اليوم.
وفاز الجمهوريون في ميزوري وفيرمونت في انتخابات لم تكن نتائجها محسومة. ولم يعلن فائز حتى الساعات الأولى من صباح اليوم في ولاية نيوهامبشير التي كانت النتائج فيها متقاربة.
ومع ذلك لا يتوقع أن تغير النتائج على مستوى البلاد بشكل كبير تقدم الجمهوريين على الديمقراطيين بواقع 31 مقابل 18 في مناصب الحكام قبل يوم الانتخابات. ولولاية ألاسكا حاكم مستقل.
وانتزع فيل سكوت مساعد حاكم فيرمونت الجمهوري الفوز على الديمقراطية سو مينتر التي تولت من قبل منصب وزيرة النقل في الولاية وذلك رغم أن الولاية صوتت بأغلبية ساحقة للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في سباق انتخابات الرئاسة.
وفي وست فرجينيا التي فاز فيها المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب بأغلبية ساحقة احتفظ رجل الأعمال الملياردير جيم جاستيس بمنصب الحاكم للديمقراطيين بفوزه على بيل كول الجمهوري رئيس مجلس الشيوخ على مستوى الولاية.
ونجح الجمهوريون في الدفاع عن منصب الحاكم بولاية أنديانا للمرة الرابعة على التوالي. وفاز ايريك هولكومب مساعد الحاكم بالمنصب الذي خلا باختيار ترامب الحاكم مايك بنس لخوض انتخابات الرئاسة معه كنائب للرئيس.
كما احتفل الجمهوريون في كنتاكي التي فازوا فيها بأغلبية مقاعد مجلس النواب الذي كان آخر مجلس نيابي في أيدي الديمقراطيين في الجنوب الأمريكي. ووضع هذا الفوز نهاية لأغلبية الديمقراطيين في هذا المجلس منذ 95 عامًا.