>> هل قررت السعودية غسل يديها والانسحاب من الملف السوري؟ وما هي البدائل المقترحة؟
كان السيد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي في “قمة القسوة”، وهو يبلغ السيد رياض حجاب، رئيس الهيئة العليا للمفاوضات، واعضاءها اثناء اجتماعه بهم في الرياض بعد تهميش “طالت مدته”، ان “الرئيس السوري بشار الأسد باق في السلطة وان عليهم الخروج برؤية جديدة والا سنبحث عن حل لسورية بدون المعارضة”.
الرسالة التي حملها السيد الجبير للمعارضة السورية التي تتخذ من عاصمة بلاده مقرا لها، كانت “صادمة”، ان لم تكن غير “مفاجئة”، صادمة لان هذه المعارضة كانت تعول كثيرا على الرياض كداعم رئيسي لها، وتضع كل بيضها في سلتها، وصدقت تأكيدات الجبير المتكررة حول رحيل الرئيس الأسد بالقوة او المفاوضات، و”غير مفاجئة” لان الوقائع تغيرت في ميادين القتال، ولم يعد مستقبل الأسد مطروحا على مائدة البحث لعواصم القرار العالمية، وواشنطن على وجه الخصوص.
بعد قرار الرئيس دونالد ترامب وقف برنامج تدريب وحدات من قوات الجيش السوري الحر وتسليحها بتوصية من جورج كومبو، رئيس وكالة المخابرات المركزية الامريكية التي تشرف على هذا البرنامج، كان واضحا ان موقع الرئيس بشار الأسد في قمة السلطة في سورية بات اصلب من أي وقت مضى منذ سبع سنوات، وان المعارضة السورية المسلحة ستواجه على الارجح مصير قوات “الكونترا” في أمريكا الجنوبية، التي اسستها المخابرات الامريكية وسلحتها، للإطاحة بنظام اورتيغا نيكاراغوا.
ما لا يعرفه الكثير من قادة المعارضة السورية، ان الدول الخليجية ليست صاحبة القرار النهائي، ولا يمكن ان تقدم على أي خطوة تتعلق بدعم الجماعات المسلحة، وتمويلها، الا بعد التشاور، بل وتلقي، التعليمات الواضحة والحاسمة في هذا الخصوص من القيادة الامريكية، وتصريحات ديفيد بترايوس قائد القوات الامريكية ومدير وكالة الـ”سي أي ايه” السابق، التي برأ فيها دولة قطر من تهمة دعم الارهاب، واحتفلت بها قناة “الجزيرة”، وقال فيها “ان الولايات المتحدة هي التي طلبت من قطر استضافة قيادة “حماس″، وممثلين عن حركة “طالبان” في الدوحة، هي احد الأمثلة في هذا الصدد.
ما لم يقله السيد الجبير، او قاله ولم تذكره التسريبات عن مجمل لقائه بأعضاء الهيئة العليا، ان الولايات المتحدة سلمت “مكرهة” ملف سورية برمته لروسيا، وانها ادركت ان معركتها في سورية خاسرة، وان التحالف الذي تقوده موسكو، ويضم ايران والجيش العربي السوري، وقوات “حزب الله” يحقق انتصارات متتالية في جبهات القتال، وآخرها استعادة مدينة السخنة، آخر معاقل “الدولة الاسلامية” في مدينة حمص، وباتت قوات الجيش السوري تتقدم نحو مدينة دير الزور في الشرق، وجنوب الرقة.
لا نعرف ما هي “الرؤية الجديدة” التي يريد السيد الجبير من المعارضة السورية الخروج بها، لكن ما يمكن قراءته بين سطور كلماته يقول صراحة “عليكم بالتفاوض مع الرئيس الأسد للعودة الى دمشق، في اطار مصالحة شاملة.
من يكابر ويرفض تصديق هذه الرواية الافتراضية يعيش في كوكب آخر، فسورية في بداية الازمة قبل سبع سنوات هي غير سورية الحالية، وهذا ينطبق على السعودية أيضا.
“راي اليوم”