رياض محمد
يرد اسم بريت ماغورك الذي عينه الرئيس الامريكي الجديد، جو بايدن، منسقا لشؤون الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي في البيت الابيض، في 49 وثيقة من وثائق الخارجية الامريكية التي سربها موقع ويكليكس. كما يرد ايضا في عدد من مراسلات هيلاري كلينتون.
ما لاحظته بعد مطالعة سريعة لحوالي 20 وثيقة ان هذا الرجل كان منخرطا في حوار متواصل مغ غالبية السياسيين العراقيين خلال فترة الرئيس بوش وخصوصا ماقبل توقيع اتفاقية انسحاب القوات الامريكية والاطار الاستراتيجي.
كما وجدت ان ما كان يقوله هذا الرجل في الاجتماعات المغلقة يماثل في اغلب الاحيان ما يقوله علنا (على عكس كثير من السياسيين العراقيين). من بين الوثائق التي اطلعت عليها لقاءات له مع الرئيس طالباني وموفق الربيعي وهوشيار زيباري وطارق الهاشمي وعمار الحكيم وغيرهم.
هذه ترجمة لوثيقة عن لقائه بطالباني في نيسان 2008. وهي وثيقة يتشابه محتوى ظروفها مع الوضع العراقي الحالي (على نحو ما):
1- أشار ماكغورك إلى أن الخطاب الإيراني فيما يتعلق بـالنوايا الإيجابية كلام بلا معنى مع استمرار سقوط الصواريخ يوميًا في المنطقة الخضراء. وتعهد طالباني بالاتصال بالسفير الإيراني قمي برسالة حازمة مفادها أن يجب أن تتوقف الصواريخ ، وفقًا لتعهد سليماني في أوائل أبريل لطالباني.
بعد عدة ساعات ، اتصل طالباني للإبلاغ بان سليماني قال لقمي إن إيران لا تسيطر على كل جماعة تطلق الصواريخ ، لكن من شأنه كبح جماح الجماعات التي يسيطرون عليها.
قال طالباني إنه قال للإيرانيين "أنتم لا تفون بوعودكم ونحن نلاحظ ذلك".
2- اتصل الايرانيون بطالباني مرة اخرى بعد 20 دقيقة ليقولوا إن قمي لديه رسالة له. وبحسب الطالباني ، تابع سليماني المحادثة مع قمي وطلب منه أن يخبر طالباني ان طهران ستصدر بيانا يوم غد يدين الهجمات الصاروخية على المنطقة الخضراء. (تعليق: بعد ظهر اليوم التالي ، ادانت وزارة الخارجية الإيرانية الهجمات على المنطقة الخضراء لأول مرة).
3- اتفق طالباني مع وجهات نظر كبار القادة الآخرين على أن هناك إحساس جديد بالوحدة بعد عملية البصرة. تحسنت علاقة المالكي بالهاشمي ؛ وأشار طالباني إلى أن الهاشمي كان قد عرض الانضمام إلى المالكي في البصرة لإظهار الدعم.
طالباني أعرب مرارًا عن تفاؤله بأن ذلك ممكن ان يمهد لعودة جبهة التوافق إلى الحكومة ، قائلا ان المالكي والهاشمي اتفقا على أن الوقت مناسب لذلك وسيجتمعان الأربعاء لمناقشة وزارات ووزراء محددين.
واحدة من اهم نتائج عملية البصرة في تقدير الطالباني أن المالكي علم أنه يحظى بدعم حقيقي سياسي من قادة جميع الاحزاب خيث احتشدوا حوله حتى في الأيام الأولى للعملية ، عندما كانت النتيجة في ساحة المعركة محل شك.
4- طالباني قال أن الصدريين تم عزلهم في موقف دفاعي في اجتماع 5 أبريل السياسي لمجلس الأمن القومي. كل الاحزاب الحاضرة أدانت أنشطة جيش المهدي وفي احيان كثيرة إيران أيضًا. بما في ذلك ممثلين لرئيسا الوزراء الجعفري وعلاوي. البيان الختامي يعكس، بحسب طالباني، انفراج وشعور جديد بالوحدة بين القادة العراقيين.
قال طالباني "لم أشعر قط بأنني بحالة جيدة كما أشعر الآن".وبخصوص الصدريين قال طالباني ان عزلتهم السياسية ستساعد على تهميش العناصر المسلحة داخل جيش المهدي. قال الطالباني أنه أخبر الصدريين إذا كانوا سيتخلون عن العنف والسعي وراء أهدافهم سياسيا ، سيكون هو شخصيا "محاميا" لهم مع الولايات المتحدة وحكومة العراق ، لكنه لن يقبل أو يدعهم بخلاف ذلك.
وقال الطالباني أن الصدريين يتحدثون بشكل أكثر اعتدالاً ويلقون اللوم في تجاوزات جيش المهدي على حفنة من المتطرفين مما دفع الطالباني إلى دعم فكرة الإفراج المحدود عن السجناء أو إيماءات أخرى لتشجيع المعارضة السلمية.
5- ماكغورك هنأ طالباني على الاتفاق بين الاتحاد الوطني الكردستاني و الحزب الديمقراطي الكردستاني لتقليص مجلس وزراء حكومة إقليم كردستان. طالباني سلط الضوء على نقل وزارة الطاقة في حكومة إقليم كردستان من الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى الاتحاد الوطني الكردستاني.
وقال أن هذا سيعني اقالة وزير النفط الحالي في حكومة إقليم كردستان آشتي هورامي المعروف بعداوته الشخصية مع وزير النفط في حكومة بغداد حسين الشهرستاني التي ساهمت في جمود تشريع قانون الطاقة الهيدروكربونية.
وعندما سأل عن الدور الذي سيلعبه هورامي ، ابتسم طالباني و قال "سيعود إلى لندن!"
بوتينس"
---------------------
رابط الوثيقة:
https://wikileaks.org/plusd/cables/08BAGHDAD1115_a.html