مجدى أحمد حسين
كتبت هذا المقال من حوالى شهر.. كنت أتوقع ان تونس تسير الى الهاوية، ولم أتوقع ابقلابا عسكريا. وتظل المسألة كما هى، فتونس تتجه للهاوية، والاسلاميون يُهزمون لذات السبب من المحيط إلى الخليج، عدا المقاومين فى لبنان وفلسطين. الآخرون لا يخوضون معركة تحرير بلادهم من الهيمنة الامريكية الغربية اليهودية ويخوضون معارك داخلية حول السيطرة على مواقع الحكم. والناس تحاسب الاسلاميين بقسوة أكثر لأنهم رفعوا شعار الاسلام الذى يعنى العدالة والاستقلال والانتصار للمستضعفين.
بعد كتابة هذا المقال فوجئت بأن حزب النهضة يطالب بـ 3 مليارات دينار لتعويض الثوار على الضرر الذى أصابهم من نظام بن على وأكثر هؤلاء من حزب النهضة وكانت طريقة مثالية لتأكيد الانشغال بمصالح جماعتى الخاصة وحزبى. الآن سيدخل النهضة معركة من أجل الديموقراطية والليبرالية وسيضل يتجاهل المعركة الكبرى وهى التحرر من هيمنة اوروبا وأمريكا وبناء اقتصاد مستقل والانحياز لمطالب الفقراء. ومع الأسف كما فى باقى البلاد العربية لايوجد بديل آخر للاسلاميين يطرح هذه القضايا الوطنية الجوهرية وهذه هو أساس مأساة العرب.
أرجو أن يستوعب جمهور الاخوان خاصة الشباب انتقاداتى للاخوان المسلمين رغم إن كثيرا منهم فى السجون، فحزب العمل له كثير من القيادات فى السجون أيضا وقد كنت على رأسهم لمدة 7 سنوات، فالقضايا الكبرى لاتحتمل الانتظار لسنوات طويلة ولن يكون السجن عقبة فى حرية المناقشة ، بل سيتضح أن الوجود الطويل فى السجن لم يكن حتميا ويجب ألا يكون حتميا كما تروى قصة الاخوان فى تونس.
الاخوان مدرسة عمرها 73 عاما ولها تطبيقاتها فى تونس والمغرب والجزائر وغيرها من البلاد العربية، ومبادىء هذه المدرسة تعمل بغض النظر عن وجود الاخوان فى مصر فى السجن من عدمه ولايمكن وقف الحوار حول هذه المدرسة المؤثرة . ولست موافقا على كل مايتعرض له الاخوان، ولكنهم حتى فى هذه النقطة أرى أنهم مسئولون عما يحدث لهم إلى هذا الحد أو ذاك كما أنهم لايقبلون أى تدخل أو مساعدة للتخفيف عن شبابهم فى السجون، وقد حاولت مع قياداتهم كثيرا على مدار 7 سنوات فى السجون المختلفة بدون جدوى. ولكن هذا موضوع يطول شرحه وليس هذا موضوع هذا المقال.
ولكننى كنت أعقب على صديق أرسل لى يقول لاتنشر نقدا للاخوان وهم فى السجون لأن هذا يتعارض مع المروءة التى أنت معروف بها. وأنا لم أسع لهذا النقد ولكننى فوجئت به مكتوبا ومنشورا فى جريدة الشعب الالكترونية عام 2014 وكنت قد نسيت التفاصيل. وأنا أنشر فى هذه المدونة كتابات الماضى ولا أنوى الانخراط فى التعليق على أحداث السياسة الداخلية فى مصر الآن لأسباب سأشرحها قريبا.
اقرأ أيضا: عن المعارضة التي "اختارت " الفشل
وأكتب عن تونس اليوم ليس تعليقا على الأحداث اليومية هناك بل فى إطار الجهد النظرى الذى انتوى التركيز عليه فيما تبقى من العمر، وفى هذا المقال جهد نظرى نقدى لمدرسة الاخوان المسلمين، كما ظهر فى التجربة التونسية. وقبل أن أبدأ أؤكد أننى أنفقت من عمرى حوالى 27 عاما أتعاون مع الاخوان على أمل تحقيق الحلم الاسلامى. والآن إلى تونس.
كان أستاذى عادل حسين معجبا بتجربة النهضة التونسية وبشخصية راشد الغنوشى وكنت معه مقتنعا بذلك. وكنا نحلم معا كلما حاصرنا الاحباط من ممارسات الاخوان فى مصر بتشكيل خط اسلامى ثالث بين خط الاخوان وخط منظمات الجهاد المسلح، وكنا نرى أن نواة هذا الخط هو حزبنا (العمل) مع الجبهة الاسلامية القومية فى السودان بقيادة حسن الترابى والنهضة بقيادة الغنوشى.
بالنسبة لى شخصيا أثناء حياة عادل حسين وبعد وفاته، فقد تعمقت علاقاتى مع راشد الغنوشى وازددت إعجابا به خلال لقاءاتى المتعددة معه فى المؤتمرات العربية والاسلامية فى العواصم المختلفة. كنت مقدرا لعقليته المنفتحة وثقافته وخروجه عن القوالب الجامدة للخطاب الاخوانى والاسلامى عموما. وقرأت دراسة له عن العروبة والاسلام كانت تعبر عن نفس موقفنا فى هذه القضية. وعلمت أنه مر بمرحلة ناصرية وقومية فى بداية حياته السياسية وهذا يفسر عدم تعصبه ضد العروبة والقومية العربية.
وكنا نتصور أن النهضة وإن كانت مرتبطة بتنظيم الاخوان العالمى إلا أنها تتميز بالاستقلالية فى الفكر والحركة وقد ظهر هذا فى موقفها الثورى من حكم زين العابدين بن على، ودفعوا ثمنه بالسجن وكل أشكال الاضطهاد على خلاف موقف اخوان مصر من حكم حسنى مبارك.
ولكن بعد لجوء الغنوشى إلى لندن وحصوله على لجوء سياسى بدأت ألحظ تغير فى خطابه السياسى والاعلامى. ولكنها كانت ملاحظات من بعيد حيث أصبحت لقاءاتى معه متباعدة. وكنت بشكل متوازى ألتقى مع قيادات وسيطة وشابة من حركة النهضة وكنت ألحظ نضجهم السياسى مع تماسكهم العقائدى.
اقرأ أيضا: في ذكرى 25 يناير.. ماذا قال باراك أوباما في مذكراته «أرض موعودة» عن تلك الفترة؟ (الحلقة الأولى)
وعندما قامت الثورة فى تونس (الياسمين) علقت آمالا كبارا على حزب النهضة فى تولى قيادة هذه الثورة مع عودة المهاجرين من الخارج وعلى رأسهم الغنوشى. فى تلك الفترة ألتقيت فى طهران مع أحد قيادات النهضة وشرح لى أنه رغم حصولهم على أغلبية مريحة فى الجمعية التأسيسية إلا أنهم لم يسعوا إلى إثارة التيارات المختلفة بالاصرار على النص على تطبيق الشريعة الاسلامية، وقال لى لقد اكتفينا بالنص الشائع والمعروف فى كل البلدان العربية (أن دين الدولة هو الاسلام). وقال لى إذا كنا نملك الأغلبية فى البرلمان فسنصدر تشريعات متطابقة أو غير متعارضة مع الشريعة بطبيعة الحال. وقد أعجبنى هذا الأفق المتسع والذكاء.
ويجب أن نلاحظ أن تجربة تونس سارت على طريق صياغة الدستور أولا، وكان هذا أكثر نضجا ومنطقية من تجربتنا العرجاء فى مصر (وهنا أنتقد نفسى نقدا ذاتيا صريحا لأننى عارضت العلمانيين فى مطلب البداية بالدستور لا الانتخابات البرلمانية والرئاسية).
كانت تجربة تونس تسير بصورة أكثر نضجا من مصر فى كل المراحل. حتى عندما حدث نفس السيناريو المصرى: الصراع بين الأطراف الثلاثة أو الأربعة: اسلاميون – علمانيون – مؤسسة عسكرية – بقايا النظام البائد. تجاوزت تونس المأزق التاريخى مؤقتا، فلم يتحالف العسكريون مع العلمانيين ضد الاسلاميين. وربما يرجع ذلك إلى ضعف المؤسسة العسكرية التونسية (عدد القوات البرية 60 ألف) أو لعدم رغبتها فى التدخل فى السياسة، ولكن يرجع أيضا لذكاء حركة النهضة وسعيها لامتصاص المعارضين، وأيضا يرجع إلى تمسك التيار العلمانى بالمكاسب الديموقراطية.
خلاصة الأمر ومايهمنا الآن أن النهضة تمكنت من البقاء فى الحكم وإن لم تكن منفردة من خلال السلطتين التنفيذية والتشريعية. ولا أريد الخوض فى أزمة الحكم الحالية بين الرئيس ورئيس الوزراء والبرلمان فهى أزمة سخيفة ولامعنى لها وسيخسر الجميع منها. ولاشك أن بعض الأطراف العلمانية تصعد ضد النهضة بصورة مفتعلة ومبالغ فيها وبدون أسباب واضحة.
اقرأ أيضا: عورات كشفها انقلاب 30 يونيو
خلاصة الأمر أن تونس عاشت تجربة مصر خلال 2011 حتى 2014 ولكن بصورة مطولة وممطوطة وبدون تصفية نهائية لأى طرف. ولكن الجميع لايريد أن يمسك بطرف الأزمة الحقيقى. وهى نفس مشكلة العالم العربى والاسلامى فى كل الأقطار.. ألا وهو تحقيق الاستقلال الحقيقى الاقتصادى والسياسى استنادا لعملية تنمية مستقلة تتعاون وتتساند مع الأشقاء العرب فيها. ولكن حزب النهضة مشغول (كما انشغل الاخوان فى مصر) بمسألة الحفاظ على مواقعه فى السلطة، والدخول فى معترك الصراع السياسى مع الرئيس (ويبدو أنه قليل الخبرة بالسياسة) ومع بعض الأحزاب العلمانية، وحالة تشكيل الحكومات بطريقة الكراسى الموسيقية وحيث يمثل بقايا نظام بن على رمانة الميزان فيها وفى البرلمان وهى حالة لاتسر عدوا أو حبيبا.
وظلت كل الحكومات منذ 2011 وكذلك كل التشكيلات البرلمانية عاجزة عن قيادة أى تحول للإمام. ولأننا نتحدث عن حزب النهضة وهو الأولى بالنظر لأنه الحزب الأكبر فى البرلمان، فسنجد أنه لم يقدم أى برنامج لاستخلاص تونس مما هى فيه من فقر وتخلف وتبعية وغلاء وبطالة وتدهور اقتصادى. ولن أقف طويلا أمام مرحلة سابقة حيث صعقت مع آخرين بتصريحات الغنوشى حول أن حزب النهضة يؤمن بأنه (لادين فى السياسة ولاسياسة فى الدين، وأنه لايعمل فى الدين كحزب) وهذا أسلوب بدائى متخلف فى الحديث ما كان يجب أن يخرج على لسان مفكر كراشد الغنوشى حتى إننى تصورت أنه أصابته حالة من الشيخوخة الشخصية والفكرية.
أنا مع أقصى انفتاح للاسلاميين مع مختلف التيارات الأخرى ولكن لاعلاقة لذلك بتمييع الدين، فهذه عقيدة غير قابلة للتصرف على يد الغنوشى أو غيره. هذا شعار الرئيس السادات الذى طالما اختلفنا معه حوله. الدين له مبادىء تتدخل فى السياسة بالتأكيد. ومع ذلك فإذا اعتبرنا هذه سقطة فإن مايهمنا دائما جوهر الدين لاكثرة الحديث عن الشريعة الاسلامية.
ولكن النهضة فى الحكومة والبرلمان كانت مع بقايا نظام بن على فى استمرار التعاون مع الاتحاد الاوروبى وصندوق النقد وانتهاج خط الاقتراض والمعونات، وهو خط لا يعالج مشكلة البطالة ولا تشغيل الاقتصاد الوطنى ولا تعبئة الموارد الوطنية، وهذا هو صميم الاسلام فى الاقتصاد وهذا مافعله ماهاتير فى ماليزيا وعاب عليه اخوان ماليزيا وقالوا إنه غير اسلامى ويسمح للمذيعات أن يخرجن على الشاشة بنصف كم!( دون أن يلاحظوا أن المسلمين يشكلون 60 % فقط من عدد السكان).
اقرأ أيضا: سد النهضة.. البداية الفعلية لتفتيت مصر
وهكذا فان الخط الاخوانى والسلفى والجهادى أى معظم التيار الاسلامى التقليدى لايهتم بأمور الاقتصاد عموما. كل تصريحات مسئولى النهضة تدور فى المجال الاقتصادى حول القروض من الاتحاد الاوروبى وصندوق النقد مع الالتزام بروشتة الصندوق التى تزيد الفقر. مع أن الجماهير لاتزال تنفجر فى تونس على فترات متقاربة بسبب الفقر والجوع والبطالة.
ويقول متحدثو النهضة أنه يجب تقليص العمالة فى الحكومة لضبط الموازنة كما يقول الصندوق. والوضع الاجتماعى والاقتصادى سيظل يفجر تونس بين آونة وأخرى ولايهمنى من يكون فى الحكومة النهضة أم بقايا نظام بن على. ولايهمنى من يكون فى السجون ومن يكون خارجها، فإن تونس تضيع أمام أعيننا وأمامنا نخبة بائسة تصارع فى كل شىء عدا الجبهة الحقيقية: إعلان الحرب على التبعية والتخلف وخوض معارك البناء الاقتصادى المستقل بأقصى تعاون ممكن مع الأشقاء العرب والمسلمين.
والحقيقة فإننى أتابع من بعيد مواقف اتحاد الشغل وخطابه الاعلامى قريب مما أتحدث فيه وأعرف تاريخه الوطنى المشرف وهو يجمع بين الصفة النقابية والسياسية ولكنه يغلب فيما يبدو الصفة النقابية، ولوخاض الانتخابات كحزب سياسى فهو أقرب الأطراف للصواب ولاحتياجات تونس. ولكننى لا أستطيع أن أن أحكم على إخلاصه لما يعلن ولم أتشرف أبدا بلقاء أى واحد من قياداته.
المهم هذا هو البرنامج الذى تحتاجه تونس: وقف سياسة القروض والمنح وخطة الصندوق، وضع خطة تنمية مستقلة تعتمد على تعبئة الموارد الوطنية والتركيز على استراتيجية اشباع الحاجات ألأساسية للناس. ووقف استيراد السلع الترفية والكمالية.
وإذا قال أحد إن النهضة اذا أعلنت هذا البرنامج فستحارب من القوى السياسية الأخرى ومن الخارج، وهذا أمر غير مقبول، فالحركة الاسلامية وأى حركة وطنية لها ثوابت تدافع عنها وإن حاربت العالم أجمع. واذا رأى الشعب التونسى النهضة أو أى طرف آخر يسعى لبناء تونس عزيزة حرة مستقلة معتمدة على نفسها فسيلتف حول هذا الحزب. واذا فشل وانتهى يموت عزيزا ومقدما للنموذج الذى سيتحقق على يد آخرين هذا فى أسوأ الاحتمالات.
اقرأ أيضا: "باع النيل"| كيف أهدر السيسي حقوق مصر التاريخية في نهر النيل عندما وقع على اتفاقية المبادئ مع أثيوبيا في 2015؟
لقد هُزم عبد القادر الجزائرى فى معارك التحرير، ولكن جاء من بعده ابن باديس وجاءت فى النهاية منظمة التحرير الجزائرية التى حررت الجزائر. وكذلك فى الاقتصاد لقد ضربوا تجربة محمد على ولكن جاء طلعت حرب، وضربوا طلعت حرب، ولكن جاء عبد الناصر، وستعود مصر إلى نفس الخط خط التصنيع الوطنى والاقتصاد المستقل.
لقد كنت عندما أسافر لليبيا أشترى لأسرتى أحلى الملابس وأرخصها من منتجات تونس. إن امكانيات أمتنا كبيرة ولكن النخبة أدمنت الاستدانة. لقد نجح اخوان تونس فى تجنب السجون ولكن مافائدة الحياة بدون قيادة تونس إلى المكانة التى تستحقها.
وفى المغرب كارثة أكبر وقد سمعت مسئول فى حزب العدالة والتنمية يقول لن نسمح بتثبيت المدرسين المؤقتين لأن هذا يزيد من ميزانية الدولة حسب تعليمات الصندوق. فهل معنى هذا تقنين الظلم؟ وأن يظل المدرس المؤقت يعمل براتب أصغر؟ أين وجدوا هذا الحل الاسلامى فى القرآن أو السنة؟
من المحيط للخليج جميعنا نعيش على القروض والمنح وعندما يأتى الاسلاميون إلى الحكم يسيرون فى نفس الطريق. فكيف يسير الناس وراء هذا “الاسلام” المغشوش؟ ولماذا يضحون بأرواحهم كى يبقوا فى الحكم أو يعودوا إليه؟
أليس من الأفضل أن يخوض النهضة معركة البناء والاستقلال الاقتصادى بدلا من هذه المعارك السخيفة مع رئيس الجمهورية رغم أنه سخيف بدوره ومع تلك السيدة التى تفتعل المشاجرات فى البرلمان وتحاول منع البرلمان من الاجتماع وتعتدى على الوزراء؟
أليس فيكم رجل رشيد ينقل البلاد إلى مربع مختلف نهائيا ويقول سنوقف القروض والمنح وسنبنى المشروعات الانتاجية بسواعدنا. لقد كان هدفى من نشر سلسلة محمد على لفت الانتباه إلى أن الاتجاه للتصنيع والاستقلال الاقتصادى مسألة إرادة وليس مسألة بحث عن موارد أجنبية.
اقرأ أيضا: كيف تواجه فنزويلا الحصار الاقتصادي؟ ملخّص للمقابلة التي أجراها الرّئيس الفنزويلي مع محطّة بلومبرغ
إن اليابان لم تقترض ينا واحدا للقيام بنهضتها الباهرة التى رفعتها من حضيض الحرب العالمية الثانية حيث سويت مدنها بالأرض لتصبح ثانى اقتصاد فى العالم (الآن هى رقم 3) وكذلك الصين التى لم تقترض فلسا واحدا بل قاطعها العالم بأسره حتى الاتحاد السوفيتى نفسه الشقيق الاشتراكى. معلوماتى المتراكمة من المتابعة أن علاقة النهضة بالاتحاد الاوروبى وأمريكا وثيقة للغاية.
لقد قالوا فى مصر نحن لم نجد الوقت لتطبيق برنامجنا حيث لم نبق سوى عام واحد، ولقد بقى من هم أكثر ذكاء منهم فى الحكم 10 سنوات ولم يحققوا شيئا. والجماهير التونسية الغاضبة ليست غاضبة من النهضة فحسب بل من كل النخبة الحاكمة.