عبدالرحمن كمال
يقول كارل ماركس: " التاريخ يعيد نفسه مرتين، في المرة الأولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة".
في المرة الأولى المأساوية:
قبل 43 عاما، عشية التوقيع على اتفاق كامب ديفيد في مثل هذا اليوم 17 سبتمبر 1978 قرر وزير الخارجية ابراهيم كامل ان يقدم للسادات استقالته محتجا على تنازلاته.. وقبل السادات الاستقالة وطلب منه ألا يعلن عنها هناك بل حتى يتم التوقيع ويعودا للقاهرة.
اقرأ أيضا: لننهِ أسطورة البقرة المقدسة: جيش كامب ديفيد
يتذكر ابراهيم كامل في كتابه "السلام الضائع.." ما قاله لاثنين من مساعديه الدبلوماسيين معه آنذاك (احمد ماهر و محمد شاكر) بعد أن علم بما وافق عليه السادات، وقد استند على جزع شجرة في كامب ديفيد قائلا لهما:
"لقد وصلت إلى نهاية المطاف ولابد أن اتخذ قرارا حاسما بالنسبة لموقفي من السادات. فقد استنفدت كل جهدي وبذلت أكثر من طاقتي في محاولة الحفاظ على مواقفنا من التآكل، ولكن المشكلة ليست في الموقف الإسرائيلي المتشدد ولا في الخنوع الأمريكي لإسرائيل، وإنما المشكلة الحقيقية في الرئيس السادات نفسه، فقد استسلم للرئيس كارتر تماما الذي استسلم بدوره لمناحم بيجن. وإن أي اتفاقية ستُبرم في نهاية الأمر على هذا الأساس ستكون كارثة على مصر وعلى الشعب الفلسطيني وعلى الأمة العربية جميعا..".
اقرأ أيضا: الوجه الاستعماري لكندا: جاستن ترودو يشتري درونز صهيونية تم اختبارها على الفلسطينيين
في المرة الثانية الهزلية:
قبل أيام، وتحديدا في 13 سبتمبر 2021، استقبل السيسي رئيس وزراء العدو الصهيوني نفتالي بينيت في منتجع شرم الشيخ في لقاء هو الأرفع لمسؤول إسرائيلي منذ ثورة 25 يناير.
السيسي استضاف رئيس الوزراء الصهيوني بينيت الذي يرأس حزب "يمينا" الذي يمثل أقصى اليمين الديني المتطرف في إسرائيل، وهو يعتمر قبعته الدينية "المزركشة"، التي يعتمرها غلاة المتطرفين.
يروي المعلق الصهيوني ناحوم برنيع أن أحد مساعدي رئيس الحكومة نفتالي بينت سأله بعد لقائه بالسيسي في شرم الشيخ: كيف الأمور؟
فرد عليه بينت: وضعت عشرة أهداف للقاء فحققت 20 هدفا.
هذا يعني أن تهافت السيسي وتنازلاته فتحت آفاقا لم يتوقعها بينت.
اقرأ أيضا: الثانية تكشف دور السيسي في الصفقة.. 6 حقائق مهمة عن تصدير إسرائيل الغاز لمصر
ملاحظة سريالية:
أغلب مصائبنا في شهر سبتمبر.. لهذا استحق اسم أيلول الأسود