دونالد ترامب، إنغريد سينهايف، وجيفري إبستاين في حفل فيكتوريا سيكريت أنجلز في نيويورك في 28 أبريل 1997. تصوير: سونيا موسكوفيتز/جيتي إيماجز
كشفت صور نادرة ومقاطع فيديو أرشيفية أُزيح عنها الستار مؤخرًا عن تفاصيل جديدة في علاقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بجيفري إبستين، رجل المال المدان بالاتجار الجنسي.
للمرة الأولى، تؤكد الصور أن إبستين حضر زفاف ترامب على مارلا مابلز في عام 1993، داخل فندق بلازا في نيويورك، وهي معلومة لم تكن معروفة على نطاق واسع من قبل. كما أظهرت لقطات من عرض أزياء "فيكتوريا سيكريت" عام 1999، ترامب وإبستين يتبادلان الحديث والضحكات قبل بدء العرض. هذه اللقطات اكتشفها فريق "KFile" التابع لشبكة CNN، خلال مراجعة أرشيف ترامب في حفلات تسعينيات وبداية الألفية.
يظهر دونالد ترامب ومارلا مابلز في حفل زفافهما في ديسمبر 1993. مجموعة صور DMI/The LIFE/Shutterstock
يظهر جيفري إبستاين في حفل زفاف دونالد ترامب ومارلا مابلز في فندق بلازا في نيويورك في ديسمبر 1993. دافيد جونز
وتأتي هذه الصور في وقت يتجدد فيه الجدل داخل أوساط حركة "ماجا" الموالية لترامب، مع تصاعد الغضب من رفض وزارة العدل الإفراج عن الملفات الموعودة المتعلقة بإبستين، ما دفع بعض أنصار ترامب للمطالبة بكشف الأسماء المتورطة في شبكة إبستين.
ردود ترامب المتشنجة
في اتصال مقتضب مع CNN، سُئل ترامب عن صور الزفاف، فرد غاضبًا: "هل تمزحون؟" قبل أن يصف الشبكة بأنها "أخبار كاذبة" ويغلق الخط. أما المتحدث باسم البيت الأبيض، ستيفن تشيونغ، فقد صرّح: "هذه مجرد لقطات مجتزأة من سياقها لحفلات عامة، ولا تعني شيئًا"، مضيفًا: "الرئيس طرده من ناديه لأنه كان مثيرًا للاشمئزاز. هذا مجرد امتداد لحملات التضليل الإعلامي الديمقراطي".
تاريخ طويل ومعقّد
رغم أن السلطات لم تتهم ترامب بأي مخالفة في قضية إبستين، فإن العلاقة بين الرجلين تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، حين كانا يترددان على نفس المناسبات الاجتماعية في بالم بيتش ونيويورك. وفي عام 2019، نشرت NBC فيديو من عام 1992 يظهر ترامب يختلط بإبستين خلال إحدى الحفلات.
ثم في أكتوبر 1993، التقط المصور دافيد جونز صورة نادرة للاثنين سويًا في افتتاح "هارلي ديفيدسون كافيه"، قال فيها: "أعطاني إبستين بطاقته وكان يحمل لقب مستشار مالي. لا أنسى نظراته الغريبة". وأضاف: "أتمنى لو التقطت له صورًا أكثر مع ترامب".
يظهر دونالد ترامب وولديه إريك وإيفانكا ترامب مع جيفري إبستين في افتتاح مقهى هارلي ديفيدسون في نيويورك عام 1993. دافيد جونز
وفي ديسمبر من نفس العام، قام جونز بتصوير زفاف ترامب لصالح إحدى المؤسسات الإعلامية، والتقط صورة تظهر إبستين وهو يدخل الحفل. وتظهر صورة أخرى من أرشيف مجلة LIFE، إبستين في خلفية مجموعة من الضيوف، بينهم المذيع هوارد ستيرن والإعلامي روبن ليتش.
يظهر أليسون ستيرن، وروبن ليتش، وجيفري إبستين، وسيسيليا نورد، وهوارد ستيرن في حفل زفاف دونالد ترامب على مارلا مابلز في نيويورك في ديسمبر 1993. ملاحظة: قامت شبكة CNN بتسليط الضوء على جزء من هذه الصورة لتحديد إبستين في الصورة بشكل أكثر وضوحًا. مجموعة صور DMI/The LIFE/Shutterstock
ارتباطات مثيرة في عروض الأزياء
اللقطات من عرض أزياء 1999 لم تكن المناسبة الوحيدة التي جمعتهما في عروض "فيكتوريا سيكريت". إذ أظهرت صور من Getty Images حضور الرجلين لحفل مماثل عام 1997. وكان إبستين على علاقة طويلة برجال أعمال كبار، أبرزهم الملياردير ليسلي واكسنر، مؤسس الشركة الأم لفيكتوريا سيكريت، والذي أدار إبستين أمواله لسنوات قبل أن تنقطع العلاقة.
دونالد ترامب وجيفري إبستاين يحضران حدثًا لملائكة فيكتوريا سيكريت برعاية روجرز وكوان في نادي دوفيت في مدينة نيويورك في 9 أبريل 1997. تصوير: توماس كونكورديا / جيتي إيماجز
وفي عام 2002، وصف ترامب إبستين في مقابلة مع "نيويورك ماغازين" بأنه "رجل رائع"، وقال: "يبدو أنه يحب النساء الجميلات بقدر ما أفعل، بل وبعضهن أصغر سنًا".
وتظهر سجلات الطيران أن ترامب استخدم طائرات إبستين الخاصة سبع مرات على الأقل، بين بالم بيتش ونيويورك. وفي كتابه عام 2004، "كيف تصبح غنيًا"، كتب ترامب عن مكالمة تلقاها من شخص سماه "جيفري الغامض"، وعلّق: "من الغموض ما يجعلك لا تحتاج إلى اسم عائلة، مثل إلفيس تقريبًا".
حضور سياسي حرج
كما ظهرت صور من عام 2000، نشرتها صحيفة Palm Beach Post، تُظهر ترامب برفقة إبستين، وغيسلين ماكسويل، والأمير أندرو، خلال حفل خيري في نادي مارالاغو. وتُعد ماكسويل أبرز شركاء إبستين، وهي تقضي حاليًا حكمًا بالسجن 20 عامًا لإدانتها في قضية الاتجار الجنسي بالقاصرات.
وفي تطوّر جديد، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأسبوع الماضي أن رسالة تهنئة وُقعت باسم ترامب أُدرجت في ألبوم عيد ميلاد إبستين الخمسين عام 2003، تضمنت رسمًا لامرأة عارية، ورسالة تقول: "عيد ميلاد سعيد – ولتكن كل الأيام أسرارًا جميلة".
خطوات قضائية مرتقبة
بعد الجدل، تعهدت إدارة ترامب بالإفراج عن وثائق هيئة المحلفين الكبرى المتعلقة بإبستين، فيما حدد القاضي الفيدرالي في قضية ماكسويل مهلة لوزارة العدل لتسليم الملفات للنظر في نشرها.
وقالت الوزارة إنها تواصلت مع ماكسويل من أجل لقاء قادم، بعد تصاعد الانتقادات لطريقة تعاملها مع ملف إبستين. وقال محامي ماكسويل لشبكة CNN: "نحن في محادثات مع الحكومة، وغيسلين مستعدة للإدلاء بشهادتها بصدق. نحن ممتنون للرئيس ترامب على التزامه بكشف الحقيقة".
ترامب من جهته نفى كليًا كتابة الرسالة أو رسم الصورة، ورفع دعوى تشهير ضد الصحيفة أمام محكمة فدرالية في فلوريدا.
قضية إبستين تطارد ترامب من جديد
بينما يحاول ترامب خوض معاركه، تعود أشباح إبستين إلى الواجهة، مسلطة الضوء على علاقات قديمة، وصور لم تكن مقصودة للنشر، وأسئلة مفتوحة حول من كان يعرف ماذا، ومتى. فهل تظل هذه الوثائق "ذكريات اجتماعية بريئة"، أم أنها ستتحول إلى وثائق إدانة؟ الزمن وحده كفيل بالإجابة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق