قال المدون وائل عباس إن النيابة العامة أخلت سبيل ادمن صفحة تمت الترجمة.
وشرت وسائل الإعلام، الأحد 23 أكتوبر/تشرين الأول 2016، خبر إلقاء الأجهزة الأمنية المصرية القبض على أدمن صفحة مصرية ساخرة على "فيسبوك" وعضو في فريق إعداد برنامج "أبلة فاهيتا" الكوميدي.
وألقت "الداخلية" المصرية على خالد مختار عبداللطيف الشهير بـ"شيكو"، أدمن صفحة "تمت الترجمة" الساخرة، من منزله مساء الجمعة الماضي، وتم نشر الخبر اليوم (الأحد) بعد عرضه على نيابة الساحل بالقاهرة، التي أمرت باستمرار حبسه لاستكمال التحقيق معه غداً .
وطلبت تحريات مباحث الأمن الوطني المصري توجيه تهم الاشتراك والتحريض على التظاهر، وقطع الطريق العام، والانضمام إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون؛ هي جماعة الإخوان المسلمين.
وقال طارق خاطر، المحامي بالشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، إن قوة من الشرطة ألقت القبض على عبداللطيف واقتادته إلى قسم الساحل، حيث ظل قيد الحبس دون تحقيق طوال يوم أمس (السبت).
وذكر خاطر، في تصريحات صحفية، أن "الاتهامات الموجهة لخالد واهية، خاصة أنها تتضمن تهمة التظاهر، وهو ما يتناقض مع القبض عليه من منزله، كما أن المحضر لا يتضمن أي معلومات عن المظاهرة ولا أين نظمت، لكن ما أخشاه هو طول مدة الحبس الاحتياطي حتى لو انتهى الأمر بحفظ الاتهام"، مضيفًا: "هذه المخاوف تستند إلى ما حدث بالفعل في قضايا مماثلة".
ويرى خاطر أن القبض على عبداللطيف ربما يرجع إلى ما سمّاه "التشديدات الأمنية"، استعداداً للاحتجاجات المحتملة ضمن فعاليات ما يعرف بـ"ثورة الغلابة" في 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
فيديو الفكة سبب القبض عليه
في حين قال أحد أصدقاء شيكو، إن السبب الحقيقي للقبض على خالد هو الفيديو الشهير الذي كان نشره عقب حديث الرئيس المصري عن حاجته للحصول على كسر الجنيه (الفكة) من المعاملات البنكية، وهو فيديو ساخر لاقى انتشاراً كبيراً في وسائل الإعلام المعارضة للنظام المصري، وهو ما جعل الأجهزة الأمنية تبحث عن صانع هذا الفيديو.
وأكد صديق شيكو، الذي فضل عدم ذكر اسمه، في تصريحات خاصة لـ"هافينغتون بوست عربي"، أن القبض على خالد كان من يومين، إلا أن الأهل والأصدقاء حاولوا عدم نشر الخبر من أجل ترك مساحة للتواصل مع الجهات الأمنية ومحاولة احتواء الموقف، إلا أن تلك الجهود وقفت، خاصةً مع تسريب خبر القبض عليه اليوم مع عرضه على النيابة.
"تمت الترجمة" صفحة ساخرة بعيدة عن السياسة
وفي تقرير سابق لـ"هافينغتون بوست عربي" عن صفحة "تمت الترجمة" بداية هذا الشهر، قال خالد في تصريحات خاصة إنه قرر منذ البداية عدم الحديث في أي أمور سياسية، وإن الفيديوهات أو الصور التي يقوم بنشرها تهدف إلى السخرية من أمور المجتمع يهتم بها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مثل مقترح الرئيس عبدالفتاح السيسي الخاص بجمع "الفكة"، وكذلك السخرية من بعض المواقف التي حدثت في أثناء الانتخابات الرئاسية بمصر في 2014، والتي حققت أعلى درجات المشاهدة للصفحة.
وذكر خالد، في تصريحاته التي أدلى بها قبل القبض عليه، أنه قام بتصميم صفحته في 21 فبراير/شباط 2013، حيث كانت ظروف عمله سيئة، وكان عاطلاً بالمنزل، فرغب في ترجمة وقته على الشبكات الاجتماعية والسخرية من أفلام هوليوود التي يعشقها، وأنه مهتم بالموسيقى الغربية، ومتابع جميع الأفلام، وكان يشارك في الحفلات الموسيقية في ساقية الصاوي حيث يعزف الجيتار، ولكن مع توقف تلك الأنشطة قرر إنشاء الصفحة.
وتشن السلطات المصرية حملة أمنية موسعة طالت عدداً من الناشطين تحسباً للمظاهرات في 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل تحت عنوان "ثورة الغلابة" وتم الإعلان عن هذه المظاهرات منذ فترة بسبب ارتفاع الأسعار وتدهور الحالة الاقتصادية في مصر.