واحتفل جوجل بالذكرى على طريقته الخاصة، حيث وجه عملاق محركات البحث تحية خاصة لروح الفنان اللبناني الراحل، وديع الصافي، الذي توفي قبل 3 أعوام.
ونشر جوجل على صفحة البحث في نسختها العربية رسما للفنان الراحل الذي عرف بصوته الجبلي الصافي، وهو يحمل بين يديه العود ويجلس تحت شجرة الأرز التي تعد رمزا وطنيا في لبنان.
وكان صاحب الصوت الجبلي توفي في 11 أكتوبر 2013، بعد مسيرة فنية حافلة بدأها من مسقط رأسه نيحا حيث أبصر النور للمرة الأولى في 1 نوفمبر عام 1921.
ومن نيحا الواقعة في قصاء الشوف بجبل لبنان، انطلق وديع فرنسيس، لينجح عام 1938 بالفوز بالمرتبة الأولى في مباراة لراديو الشرق عن فئات التلحين والغناء والعزف.
وحمل الفنان الذي بات اسمه وديع الصافي في "حنجرته الذهبية" وطنه إلى العالم العربي، إذ باتت أغنية "لبنان يا قطعة سما" أشهر من النشيد الوطني، واختصرت في كلماتها قصة هذا الوطن.
وشارك الصافي طيلة مسيرته الفنية في عدة مهرجانات في لبنان والدول العربية فضلا عن رحلاته الفنية إلى الدول الغربية، حيث كان المغتربون العرب ينتظرون صاحب "عندك بحرية يا ريس" لينقلهم إلى أوطانهم على وتر اللحن والكلمة الجميلة.
وكان له الدور الرائد بترسيخ قواعد الغناء اللبناني وفنه، وفي نشر الأغنية اللبنانية في أكثر من بلد.
وغنى للعديد من الشعراء، خاصة أسعد السبعلي ومارون كرم، ولكوكبة من الملحنين أشهرهم الأخوان رحباني، زكي ناصيف، فيلمون وهبي، عفيف رضوان، محمد عبد الوهاب، فريد الأطرش، رياض البندك.
ولكنّه كان يفضل أن يلحن أغانيه بنفسه لأنه كان الأدرى بصوته، ولأنه كان يدخل المواويل في أغانيه، حتى أصبح مدرسة يحتذى بها. غنى الآلاف من الأغاني والقصائد، ولحن منها العدد الكبير.
وأصبح مدرسة في الغناء والتلحين، ليس في لبنان فقط، بل في العالم العربي أيضا. واقترن اسمه بلبنان، وبجباله التي لم يقارعها سوى صوته الذي صور شموخها وعنفوانها.
ويحمل الصافي 3 جنسيات المصرية والفرنسية والبرازيلية، إلى جانب جنسيته اللبنانية، إلاّ أنه يفتخر بـ"لبنانيته" ويردد أن "الأيام علمته بأن ما أعز من الولد إلا البلد".
وكرمه أكثر من بلد ومؤسسة وجمعية وحمل أكثر من وسام استحقاق منها خمسة أوسمة لبنانية نالها في عهد الرؤساء كميل شمعون، فؤاد شهاب وسليمان فرنجية والياس الهراوي.
والتقى وديع الذي لقب بالصافي لصفاء صوته، بموسيقار الأجيال، محمد عبد الوهاب، عام 1944 حين سافر إلى مصر.
وقال عنه عبد الوهاب عندما سمعه يغني أوائل الخمسينات "ولو" المأخوذة من أحد افلامه السينمائية، وكان وديع يومها في ريعان الشباب:"من غير المعقول أن يملك أحد هكذا صوت".
فشكلت هذه الأغنية علامة فارقة في مشواره الفني وتربع من خلالها على عرش الغناء العربي، فلقب بصاحب الحنجرة الذهبية، وقيل عنه في مصر أنّه مبتكر "المدرسة الصافية" في الأغنية الشرقية.