سامي كليب
بعد ٦ سنوات على الحرب السورية، يمكن الجزم اليوم بأن أحد أبرز أهدافها كان تطويق أيران وقطع الجسر الواصل بين طهران وحدود فلسطين المحتلة عبر سوريا ولبنان. ووضع حد لما وصف ب"الهلال الشيعي ". وبعد مرور أيام قليلة على القطيعة الخليجية وبعض العربية مع قطر، نستطيع الجزم بأن إيران هي أبرز المستهدفين من خنق قطر....لكن الخطير في الأمر أن الأمور وصلت إلى الخطوط الحمراء.....فمع التفجيرات الإرهابية النوعية التي تبنتها داعش اليوم في طهران...باتت إيران أمام احتمالين خطيرين ، فإما توسع حدود المواجهة مع السعودية فتقع في الفخ الأميركي الإسرائيلي او تهضم ما حصل وتستمر في سياسة الرد في أماكن أخرى وجبهات أخرى وفي مقدمها سوريا، لكن هذه الردود قد تكون قاصرة عن توجيه رسائل قوية ما لم تخترق الخطوط الحمراء .
ان التطويق السعودي المصري خصوصا لقطر، جاء في أوج الخطة الأميركية الإسرائيلية الخليجية لوضع حد لما يوصف ب "التدخلات الإيرانية " في الدول العربية واختراق الجبهات التاريخية للمواجهة. لكن هذا التطويق جاء ايضا في ذروة التعاون الإيراني القطري خصوصا في مسألة اقتصادية حيوية تتعلق بحق الغاز الهائل بينهما، وفي مسائل أمنية ستكشف الأيام اهميتها. ثم جاء التطويق ثالثا في لحظة استعادة إيران خطوط لا بل اوتوسترادات التواصل مع حركة حماس ورفع مستوى التعاون مع بعض الاخوان المسلمين ....
ترافق كل ذلك مع تقدم للجيش السوري وحلفائه على جبهات كانت قد رسمت لها خطوط حمراء من قبل الأميركيين وحلفائهم ... لعل التقارب القطري الإيراني ساهم في التأثير على المسلحين المحسوبين على قطر في مواجهة أولئك الدائرين في فلك السعودية
لذلك ربما أوضحت التصريحات الإيرانية الأولى بأن الدخول العسكري إلى قطر خط أحمر...تدرك إيران أن في مثل هذا الدخول لو حصل تهديدا مباشرا لدورها ومصالحها ....
نحن اذا في لحظة الخطر القصوى د وما بعد تفجيرات طهران اليوم وبعد ايام قليلة على ذكرى الإمام الخميني، لن تكون كما قبلها....ومن غير المنتظر وفق التجارب الإيرانية، السكوت على ذلك ...لكن أين سيكون الرد ؟؟ .....وهل تبقى قطر إلى جانب إيران أم تتنازل السعودية وتنفذ الشروط ..؟
لقد نجح ترامب على ما يبدو في أمر واحد بعد الاستيلاء على المال : إشعال فتيل تفجيري خطير جدا بين إيران والسعودية في لحظة الاستعداد لنقل السلطة في الرياض من الملك إلى......... ؟؟؟؟؟