محمد الدهشان
يوم 28 الساعة واحدة الصبح تقريبا ضياء و أنا إتجهنا للمتحف المصري. كنا سمعنا أن فيه ناس بتحاول تسرق الاثار. كنا جنب الحزب الوطني، فذهبنا جري.
وصلنا المتحف لمشهد غريب جدا: رجل أربعيني، لابس قمبص أبيض و كرافتة – في وسط الضرب و النار و العربيات اللي حرقوها فبتفجر، و الناس اللي بتجري. و فوقهم بلوفر من غير كم. كان شكله موظف ضل الطريق مثلا. محاسب في شركة قطاع عام. و جنبه كام شاب، إثنين منهم ماسكين دروع أمن مركزي، غنائم من معركة سابقة. منظر مشروع ميليشيا كده.
مين أنت يا عم – و الرجل إداني أحلى إجابة سمعتها:
"فريد سعد مهندس زراعي، كنت في البيت بأتفرج على الأخبار و شفت ألأحداث فخفت على المتحف فجئت عشان أحرس الأثار"
فريد مش رجل أمن. ولا رجل تاريخ أو آثار. فريد كان في بيته بيتعشى. و خاف على المتحف. قام لبس كرافته و نزل الميدان، شاف شوية شباب قال لهم تعالوا نحرس المتحف فجم معاه، عملوا كوردون، ماحدش يدخل المتحف ولا حديقته. و فضلوا هناك لحد صباح السبت، لما الجيش جاء و استلم منهم.
بس كده. قصة منسية من ألف قصة بطولة في الثورة .
ضياء – هي صحفية – ذكرته في تقريرها بس مش لاقي المقال. لاقيت الصور دي عندي.
تحية لفريد سعد، رجل الكرافتة في جمعة الغضب، و للناس اللي وقفت معاه يومها. بأذكركم و بأحكي عنكم بحب من يومها.