أحدث الموضوعات
recent

من حكايات 28 يناير المنسية: بطل المتحف


 


محمد الدهشان

يوم 28 الساعة واحدة الصبح تقريبا ضياء و أنا إتجهنا للمتحف المصري. كنا سمعنا أن فيه ناس بتحاول تسرق الاثار. كنا جنب الحزب الوطني، فذهبنا جري.

وصلنا المتحف لمشهد غريب جدا: رجل أربعيني، لابس قمبص أبيض و كرافتة – في وسط الضرب و النار و العربيات اللي حرقوها فبتفجر، و الناس اللي بتجري. و فوقهم بلوفر من غير كم. كان شكله موظف ضل الطريق مثلا. محاسب في شركة قطاع عام. و جنبه كام شاب، إثنين منهم ماسكين دروع أمن مركزي، غنائم من معركة سابقة. منظر مشروع ميليشيا كده. 

مين أنت يا عم – و الرجل إداني أحلى إجابة سمعتها:

"فريد سعد مهندس زراعي، كنت في البيت بأتفرج على الأخبار و شفت ألأحداث فخفت على المتحف فجئت عشان أحرس الأثار"


اقرأ أيضا: 25 يناير في مذكرات أوباما «أرض موعودة» (ح2): نتنياهو وبايدن وملك السعودية دعموا مبارك، توني بلنكن أيد مطالب الشباب، لا علاقة لإيران وحزب الله بالتظاهر


فريد مش رجل أمن. ولا رجل تاريخ أو آثار.  فريد كان في بيته بيتعشى. و خاف على المتحف. قام لبس كرافته و نزل الميدان، شاف شوية شباب قال لهم تعالوا نحرس المتحف فجم معاه، عملوا كوردون، ماحدش يدخل المتحف ولا حديقته. و فضلوا هناك لحد صباح السبت، لما الجيش جاء و استلم منهم.

  بس كده. قصة منسية من ألف قصة بطولة في الثورة .

ضياء – هي صحفية – ذكرته في تقريرها بس مش لاقي المقال. لاقيت الصور دي عندي.

تحية لفريد سعد، رجل الكرافتة في جمعة الغضب، و للناس اللي وقفت معاه يومها. بأذكركم و بأحكي عنكم بحب من يومها.


زقاق النت

زقاق النت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.