-->
كاتوبجي كاتوبجي
recentposts

آخر الأخبار

recentposts
recentposts
جاري التحميل ...
recentposts

خطبة الجمعة: الإسلام دين الفقر.. أو كيف تخرج من المسجد ملحدا في 30 دقيقة!


 

عبدالر حمن كمال


خطبة الجمعة اليوم يمكن أن نختصر عنوانها في 3 كلمات: "الإسلام دين الفقر"!

طوال الخطبة ولا حديث سوى أن الفقر هو طريق الجنة، وأن الأغنياء من رجال الأعمال ولاعبي الكرة والفنانين الذين يتحصلون على ملايين، ليسوا سعداء! وأنهم لن يدخلوا الجنة، على عكس الفقير! على طريقة عادل إمام في مسرحية الزعيم: "الشعب لا بد أن يكون فقيرا، الفقراء يدخلون الجنة".

وأن كل غني هو بالضرورة نموذج قارون وستكون نهايته الخسف! وعلى الفقراء ألا يكونوا كالذين تحسروا لأنهم لا يملكون مثل ما أوتي قارون!

خطبة الجمعة ببساطة يمكن ان نختصرها في جملة واحدة: كيف تخرج من المسجد ملحدا في 30 دقيقة فقط؟!


اقرأ أيضاالديموقراطية في الفكر الغربي.. كتابات آلان تورين وروبرت أ .دال نموذجا


لم يتطرق الخطيب إلى قيم العدالة الاجتماعية في الإسلام، وكأنه دين الفقر فقط، وكانه لا يعلم أن المال في مفهوم الإسلام (ألا يكون دولة بين الأغنياء) لا يعلم أن الإسلام هدفه عدالة توزيع الثروة وتضييق الفوارق بين طبقات الناس، وأن نجعل الفرق بين أكثر الناس غني وأقلهم غنى (وليس أفقرهم) فرقًا في الدرجة وليس تفاوتًا رهيبًا كما نرى ونلمس.

الخطبة كلها ترهيب وترغيب في الفقر، ومطالبة الفقير أن يحمد الله على الفقر (الذي استعاذ منه النبي الكريم) وأنه إذا لم يرض ويحمد فسيكون مصيره النار! دون أي تطرق لدور الإسلام في محاربة هذا الفقر، ومعاداة الطبقية والظلم الاجتماعي.. إساءة للإسلام تفوق بمراحل إساءة الرسوم المسئية للنبي الكريم ومحاولات الملحدين تشويه الدين الحنيف وتصويره دين إقطاعي جاء لتبرير القسمة الظالمة.

الخطيب تجاهل عن عمد أقوال:

-  (ولو تمثل لي الفقر رجلا لقتلته) وهي منسوبة إلى الإمام علي ابن أبي طالب وفق كتاب (علي إمام المتقين للراحل عبد الرحمن الشرقاوي).

- "عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه" وهي تنسب إلى الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري وهو من هو.

-  ومن أقوال بعض السلف: إذا ذهب الفقر الى بلد قال له الكفر خذني معك! والبعض ينسبها إلى أبي ذر الغفاري، والبعض الآخر ينسبها للإمام علي.

- ومما قاله ذو النون المصري الصوفي: أكفر الناس، ذو فاقة لا صبر له. وقل في الناس الصابر!

- نقل عن الإمام أبي حنيفة قوله: لا تستشر من ليس في بيته دقيق! إذ كيف يكون للرجل رأي مصيب وفكره مشغول بمشكلة قوته؟

-  كان للرسول عليه الصلاة والسلام دعاء شهير يقول فيه" اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر. فقال رجل: أيعدلان؟، أي هل هما في مقام واحد، فكان رده نعم.

- وثمة دعاء آخر بنفس المعنى يقول: اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة، وأعوذ بك من أظلم أو أظلم ـ رواه أبوداود والنسائي.

- وبنفس المنطق يجيء الحديث الشريف: كاد الفقر أن يكون كفر ـ رواه أبو نعيم في الحلية عن أنس.


اقرأ أيضا: أمازون والوجه الجديد للاستعمار.. استغلال ثروة البيانات "نفط القرن الـ21"


فهل يصح أن يستعيذ النبي الكريم من الفقر، رغم أن الإسلام يراه طريقا للجنة (حسبما يقول دعاة السلاطين)؟

منطق هذا الخطيب هو نفس منطق السلفية الوهابية في الرضا بالفقر وظلم الحكام وفسادهم واستبدادهم "ولو جلد ظهرك وسلب مالك"

أن ترضى بتقسيمة الرأسمالية المتوحشة للثروات وألا تخرج شاهرا سيفك على ظلمها، وأن يقتصر كل رد فعلك على الصبر والرضا والحمد، وفي أفضل الأحوال أن تبتهل إلى الله، وتبحث عن أدعية سعة الرزق.

إنه إسلام السوق كما وصفه باتريك هايني في كتابه، القائم على الربط بين أنماط معينة من التدين الإسلامي والأسس الفلسفية للسوق (مثل : النزعة الفردية، الانفتاح وأولوية الشأن العام على الخاص) ومن أهم خصائص هذا النموذج من الإسلام إعادة النظر في فكرة شمولية الإسلام لجميع مناحي الحياة، وعدم إيلاء مسألة الدولة والقضايا السياسية والمرتبطة بالطبقة الاجتماعية أي اهتمام، وإعادة صياغة مظاهر التدين الإسلامي وفق مفردات السوق وبإعادة تسييس الديني على أسس نيوليبرالية.





إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زارنا آخر أسبوع

المتابعون

أرشيف المدونة

جميع الحقوق محفوظة

كاتوبجي

2016