كاتوبجي
تعيش السعودية حالة من عدم الاتزان السياسي والاقتصادي منذ فترة، وتعاني أزمات متلاحقة على كافة الاصعدة، وان كان أخطرها الاقتصادي.
قرارات السعودية بتخفيض الرواتب الحكومية 20% تنم عن ضغوط مالية شديدة، ولكن أهم من ذلك فإنها قد تـفـســَـر بأنها لا تكترث بالعواقب المستقبلية، فدولة مثل السعودية وكل ممالك الخليج الريعية تشتري الولاء بالرواتب والعطايا.
ومن الناحية السياسية، جاءت كارثة تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي بنقض فيتو الرئيس أوباما على قانون السماح لأهالي ضحايا 11 سبتمبر بمقاضاة الدول المتورطة (أي السعودية) ليضع كل الودائع والممتلكات السعودية بأمريكا تحت رحمة قضاة المحاكم الصغيرة في مختلف المدن والبلدات الأمريكية.
الحكايه لا تختص بكون المهاجمين سعوديين بشكل أساسي
على ما يبدو أن دور السعودية الوظيفي انتهى او شبه منتهي
التوقيت امر يجب الانتباه له
في كتاب John Perkins (الاغتيال الاقتصادى للأمم) سرد لجانب من طبيعة العلاقات بين السعودية وامريكا وملابسات ١١سبتمبر:
"بعد هجمات عام 2001 على مركز التجارة العالمى ومبنى البنتاجون، ظهرت للوجود ادلة جديدة على العلاقات السرية بين واشنطن والرياض.
ففى اكتوبر 2003 كشفت مجلة فانتى فير Vanity Fair عن معلومات لم تكن معروفة للملأ من قبل، فى تقرير تفصيلى بعنوان: "حماية السعوديين" عن القصة التى ظهرت حول العلاقة بين عائلة بوش وبيت آل سعود من جهة وعائلة بن لادن من جهة اخرى، والتى لم تدهشنى.
كنت اعرف ان هذه العلاقات تعود على الاقل الى زمن عملية غسيل الاموال التى جرت فى المملكة العربية السعودية والتى بدات فى عام 1974، وابان الفترة التى عمل بها جورج بوش الاب سفيرا للولايات المتحدة فى الامم المتحدة (من 1971 - 1973) ثم حين اصبح رئيس الـ CIA (من 1976 - 1977). الذى ادهشنى فعلا ان اصبحت الحقائق المحجوبة اخيرا فى متناول الصحف.
ووفقا لصحفية فانتى فير:
"ان اسرتى بوش وال سعود من اقوى الاسر الحاكمة فى العالم، وتربط بينهما علاقات سياسية وتجارية وشخصية حميمية لآكثر من عشرين عاما... على المستوى التجارى دعم السعوديون شركة هاركن انرجى Harken Energy وهى شركة بترول كانت تعانى من تعثر مالى، ويستمثر امواله فيها جورج بوش الابن. ومؤخرا دعى الرئيس السابق بوش الاب وحليفه الدائم وزير الخارجية السابق جيمس بيكر الثالث، السعودية لتقديم دعم مالى لمجموعة كارليل للاستثمار Carlyle Group وهى بلا جدال اكبر شركة خاصة تعمل فى مجال صناديق الاستثمار فى العالم اجمع. يواصل الرئيس السابق بوش عمله كمستشار لها، كما يوجد ضمن مستثمريها احد السعوديين الذى اتهم بدعمه مجموعات ارهابية"
بعد ايام من حادث 11 سبتمبر انطلق بعض اثرياء السعودية ومن بينهم افراد من عائلة بن لادن من الولايات المتحدة على متن طائرات خاصة. لم يسمح لأحد بتفتيش الطائرات ولم يتعرض الركاب لاى استجواب. فهل ساعدت علاقة عائلة بوش الطويلة مع السعوديين فى تسهيل حدوث هذا"... انتهى الاقتباس
جدير بالذكر أنه فيما بين 12 و 13 يوليو لعام 2000 ، وضع مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك (CFR) وهو مؤسسات نخبة النخبة، سيناريو بعنوان "الأزمة المالية التالية: اشارات تحذير.. السيطرة على الضرر.. والآثار"
تضمن السيناريو السابق الذي لم يكشف النقاب عنه للملأ، كيف يمكن لهجوم ارهابي رئيس ان يؤدي الى انهيار بالاقتصادين الاميركي والعالمي، كان ذلك قبل أحداث سبتمبر 2001
وجاءت احداث سبتمبر....
كتب روبرت بارو استاذ الاقتصاد في جامعة هارفارد والزميل الاعلى في معهد هوفر، في مجلة بيزنس ويك بعد اسابيع قليلة من هجمات 11 سبتمبر:
"ان استنتاجي الرئيسي هو ان الحرب التي تشن حاليا ضد الارهاب ستكون توسعية، لذا فهي ستسهم في انعاش الاقتصاد الاميركي وانتشاله من حالة التباطؤ التي يعيشها"
ثم جاءت الحرب على الارهاب
على ما يبدو أن الولايات المتحده الامريكية قررت أنها لم تعد بحاجة لخدمات آل سعود، وانها في طريقها إلى "فك الارتباط" بينها وبين المملكة وان واشنطن قررت أن تستعيد ثمن كل ما قدمته من خدمات للرياض.