أتعلمون لما تزعجهم الانتفاضة الفلسطينية المباركة؟
لأنها تحمل في بذورها ماوصفه غرامشي بتفاؤل الإرادة ضد تشاؤم العقل ، هذا العقل الذي يقرأ العالم حسابيا ويسلم بمنطق القوة الامبريالية، بينما الإرادة هي على النقيض منه.
من هنا وصف الثائر العالمثالثي فرانز فانون رؤية إنجلز عن حتمية انتصار المسدس على السيف بالصبيانية.
وفي الحالة المقدسية السيف قد تحول إلى حجارة، وللحجارة معان كثيرة، فالحجر حجر فلسطيني كما وصفه المسيري، التقطه من الأرض الفلسطينية شاب فلسطيني غاضب، يحمل في داخله الشرارة الإلهية والتطلعات البشرية، وألقى به على عدو غاصب يحمل آلة الدمار.
فهذا الشيء المادي وواقعة التقاطه وإلقائه على رأس آخر تحملان دلالة عميقة ومعنى رمزيا يتجاوزان الحركة الخارجية.
بالتالي فإن الانتفاضة هي انتفاضة على المعاني الاقتصادية الرأسمالية، محو للعقل الأداتي (فرانكفورت) أو الحسابي (هايدغر)، وتصحيح لمسار الانسان بعيدا عن الاغتراب (ماركس) أو التشيؤ (لوكاش)، الانتفاضة الفلسطينية تصحيح لوجهة العالم بأكمله.