د. إبراهيم أبو حشيش
تذكرون النعجة دوللي التي استنسخها العلماء عام 1996 من خلية نعجة بالغة، وعاشت بضع سنوات قبل أن يضطر العلماء أنفسهم إلى وضع حد لحياتها عام 2003 بسبب حالة تدهور شديد في رئتها وفي وضعها الصحي العام، وفسروا هذا التدهور السريع بأنها مستنسخة من خلايا نعجة بالغة، فلذلك سرعان ما عانت من مظاهر الهرم .
هكذا هي الحال مع هذا الكيان الطارئ الذي استنسخ من خلية استعمارية هرمة؛ فقد أوجدته بريطانيا وهي تلفظ آخر أنفاسها الاستعمارية المسمومة، ولذلك بدأنا نلاحظ ظواهر الوهن والتدهور على أجهزته الحيوية، وما تفاقم الممارسات الفاشية والعنصرية إلا من علامات هذا التدهور.
ولولا أن الإمبريالية الأمريكية ورثت الاستعمار القديم في رعاية هذه النسخة الاستعمارية الأخيرة، لما عاشت هذه الخلية المخبرية حتى الآن، ومع ذلك فنهايتها لن تكون بعيدة، وسيشهدها كثيرون ممن يقرؤون ها النص.