-->
كاتوبجي كاتوبجي
recentposts

آخر الأخبار

recentposts
recentposts
جاري التحميل ...
recentposts

مؤامرة الرأسمالية على "الوظيفة الحكومية"


عبدالرحمن كمال


على قدر ظلم وفُجر الرأسمالية، يكون ذكائها..

قبل عقود، كانت "الموضة" هي تشويه الوظيفة الحكومية، واستغلال الوضع المزري للموظف لتثبيط همم المواطنين ورزع الكراهية في نفوسهم من الوظيفة الحكومية، مع الإغراق والاسترسال في أحلام وفوائد العمل الحر وطموحات الثراء السريع.

زكّت الراسمالية ذلك الاتجاه، لاسيما فيما يخص الفن والثقافة، رغم كون الغرض اقتصادي من الأساس، لكن الحط من قدر الوظيفة الحكومية لم يكن ليحصل إلا عبر الفن والأعمال التي تبرز معاناة الموظفين في مقابل الترغيب الرهيب في العمل الحر، عبر مجموعة كبيرة من الأفلام والمسلسلات وحتى القصص والروايات ورسوم الكاريكاتير، التي لا تجيد إلا الحط من الوظيفة الحكومية وتلميع نماذج مثل "عبدالغفور البرعي" والأسطى "السباك" (كما في افلام معالي الوزير والحب فوق هضبة الهرم) والميكانيكي (فيلم الموظفون في الأرض).


اقرأ أيضا: خدعة العمل الحر وريادة الأعمال


بالطبع كل الاحترام لأي مهنة شريفة لا تستغل حاجة الناس وفاقتهم، لكن الغرض من تلميع هذه المهن كان لغرض واحد وحيد، هو الحط من الوظيفة الحكومية حتى ينصرف عنها الناس، وهو ما كانت الرأسمالية تخطط له منذ البدء، التخلص من أي أعباء أو التزامات تجاه ملايين العاملين في الدولة، فالخطة كانت تقتضي ليس فقط صرف المواطنين الداخلين إلى سوق العمل عن الوظيفة الحكومية، بل وتشجيع العاملين والموظفين الفعليين عن الوظائف التي يشغلونها بالفعل.

وبعد نجاح الخطة، لم تعد الرأسمالية الخبيثة بحاجة لتكريه الناس في الوظيفة الحكومية، بعد ان صارت الوظيفة الحكومية صرحا من خيال، وبات الأصل هو  عدم التوظيف، والاستثناء يكون فقط بالرشاوى والواسطة، ولم يعد حتى الراغبون في "تراب الميري" الباحثون عنه اللاهثون خلفه، يحلمون به أو يتوقعونه، وصار قطاع كبير من الذين تربوا على كره الوظيفة الحكومية في صغرهم، يتحسرون عليها، وفي قرارة أنفسهم يلعنون اليوم الذي تمردوا عليها هم والجيل السابق لهم.

تمكنت الرأسمالية الآن من الاقتصاد -العالمي والمحلي- ولم تعد بحاجة لخطة التكريه هذه في الوظيفة الحكومية، وإن كانت لاتزال بحاجة إلى خطط تلميع العمل الحر، من أجل الاستمرار في خداع الناس وإيهامهم بإمكانية انتقالهم من معسكر الفقر والعوز إلى معسكر الثراء والنِعَم، ولهذا لا تزال الأعمال الفنية تتحفنا بأمثلة لهذه النماذج؛ حتى لا يدرك الفقراء الحقيقة: أنهم لن يصيروا أغنياء أبدا، بل ولن ينالوا الستر الذي يحلم به غالبيتهم.. فإفقارهم هو جوهر الرأسمالية وركيزتها.


اقرأ أيضا: مسلسل لعبة الحبار "Squid Game".. الحياة في ظل هيمنة الرأسمالية


لهذا، الرأسمالية كلما ازداد فُجرها ودمارها وجشعها، ازداد خبثها وذكاؤها ومكرها.



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زارنا آخر أسبوع

المتابعون

أرشيف المدونة

جميع الحقوق محفوظة

كاتوبجي

2016