-->
كاتوبجي كاتوبجي
recentposts

آخر الأخبار

recentposts
recentposts
جاري التحميل ...
recentposts

الجنس في صحف مصر: صحفيات تروين وقائع التحرش بهن من رؤساء التحرير


روت صحفيات بمؤسسات صحفية كبرى في مصر، بعضًا من وقائع التحرش الجنسي بهن من قبل رؤساء التحرير ومدرائهم بتلك المؤسسات، حيث أكدن أن تلك الوقائع جرت للعديد منهن بشكل متكرر.
وقالت الصحفية "ياسمين" إنها ذهبت إلى قسم التصوير في مؤسسة صحفية كبرى، لتسليم بعض الصور المرافقة لموضوعها الصحفي، وبينما همت بالدخول وجدت الفني المشرف على القسم وهو يشاهد فيلمًا إباحيًا برفقة أحد العاملين بالبوفيه، ألقت "ياسمين" "الفلاشة" التي تحمل صورها وركضت.
وتتابع: "تاني يوم كان باعت لي ميل سافل زيه، ما فتحتوش، اكتفيت منه جدًا بالعنوان وبطلت تعامل مع الشخص. في مؤسسة زي اللي كنت بشتغل فيها كلامك عن شيء زي ده مش هيحمله أي عقوبة ولا حتى ضرر، لكن هيشوفوكي انتي اللي قليلة الأدب، وهيقولوا بلاها المتدربة اللي هتيجي تقرفنا دي".
بعد هذه الحادثة، اضطرت "ياسمين" لإرسال عمال البوفيه إلى قسم التصوير في كل مرة رغبت في تسليم صور. قصة "ياسمين" هي قصة متكررة ومشابهة لقصص يتم تداولها بين الصحفيات المصريات في أحاديثهن ودوائرهن الخاصة، ولكنها في الأغلب لا تخرج إلى العلن، لأسباب مختلفة، من بينها خوف الصحفيات من أن يتم حرمانهن من التعيين في مؤسساتهن، والذي يعد تذكرة الدخول لجنة نقابة الصحفيين الموعودة، أو حتى إحساسهن بعدم جدوى إعلانهن عمّا حدث، أمام علو منصب الشخص الذي تحرش بهن، ما يمنحه القدرة على تحريك حملات مضادة بحقهن، أو على الأقل عدم تعرضه لأي مساءلة قانونية.
بالنسبة للصحفيات، لا يعد أصحاب المناصب القيادية المصدر الوحيد المحتمل التحرش، بل تتسع دائرة الخطر لتشمل كل من يتعاملون معهن، من مديرين مباشرين، وزملاء عمل، ومصادر صحفية، وصولًا للمواطنين العاديين أثناء قيامهن بتغطية ميدانية.
"علياء" هي صحفية شابة، اضطرت لترك الجريدة التي كانت تعمل بها سابقًا بعد تكرار تعرضها للتحرش على يد رئيسها، الذي وصفته بأنه "صحفي مرموق تقلد مناصبًا كبيرة قبل ذلك، كما أنه طاعن في السن"، وتقول لـ  "مدى مصر" إنه "اعتاد أن يحتضنني ويقبلني بمجرد رؤيتي كنوع من التحية، وكنت أحاول تعزية نفسي بأنني في مقام حفيدته، إلا أن تصرفاته سرعان ما فضحته".
وتتذكر "علياء" أنه استمر في احتضانها وتقبيلها بشكل متكرر بحجة إلقاء السلام، إلا أن الأمر تطور للمس جسدها بشكل غير مقبول، كما بدأ في التعليق على الملابس التي ترتديها.
"شعرت بالانتهاك النفسي والجسدي، وخفت من الكلام؛ فلن يصدقني أحد نظرًا لمكانته المهنية وسنه الكبير، وحينما شكوت لخطيبي الذي كان يعمل معي في الجريدة نفسها، أخبرني أنني لا بد وأن أتخذ موقفًا. فأرسلت رسالة لرئيسي أخبره فيها رفضي لتعامله معي بهذه الطريقة، ووعدني بالتوقف، إلا أنه استمر في أفعاله فيما بعد".
وبعد أن اضطرت "علياء" لترك عملها، اتصل بها رئيسها ونهرها على تركه واختيارها لزميلها الذي تمت خطبتها له: "كان يجيد اختيار ضحاياه جيدًا، كان يعلم أنني لن أستطيع الكلام وأنني سأؤثر الصمت، عرفت بعد ذلك أنه كرر هذه التصرفات مع زميلات أخريات، لكن أيٍ منا لم تجرؤ على الحديث حتى الآن، فلن يصدقنا أحد".
أما "دعاء"، وهي صحفية تعمل في جريدة كبرى، فتقول لـ "مدى مصر" إنها تعرضت بشكل متكرر لمحاولات تحرش من أحد مدرائها: "مرة لمس كتفي بطريقة مش أخوية بالمرة، ومرة تاني وقف برجليه الاتنين على قدمي وأنا قاعدة، ولما صرخت قاللي: هي بتوجع؟".
ولم يتوقف التحرش عند هذا "الزميل" على حد قول "دعاء"، فهناك زملاء آخرون يتحرشون بها وبزميلاتها بشكل شبه يومي: "أحد المدراء معروف بالنسبة لنا، ما نقدرش نسلم عليه عشان بنخاف يقفش في إيدينا. ممكن يفضل ماسك إيد الواحدة مننا ربع ساعة مثلا".
وتوضح أنها لم تستطع اتخاذ أي إجراء ضد أي من هؤلاء في السابق، فقد كانت وقتها غير معينة بالجريدة، إلا أنها تستدرك قائلة: "أنا دلوقتي متعينة وفي النقابة، لو رفعت قضية أو عملت شكوى في النقابة هاعمل دوشة، المتدربة بيتعاملوا معاها على إنها ولا حاجة".
من جانبها، تقول "هدى"، وهي صحفية تعمل بمؤسسة إعلامية كبرى، إن التحرش بالصحفيات لا يقتصر على العاملين معهن، بل يمتد لعلاقتهن مع مصادرهن أيضًا.
وتحكي الصحفية الشابة كيف تلقت اتصالا هاتفيًا من أحد المصادر الذي ادعى أن لديه معلومات هامة يود أن يعلنها من خلال مقابلة صحفية، إلا أنها تفاجئت بـ "تلميحات غريبة" في حديثه معها أثناء الإعداد لاجراء المقابلة. "كان بيناديني بأسماء دلع مش كويسة وعلى الرغم من إصراري على مناداتي باسمي مسبوقًا بلقب أستاذة، بس هو أصر إنه يتكلم معايا بالطريقة دي. ما كنتش مستريحة لطريقته وقلتله إن في زميل هيكون موجود أثناء المقابلة، ففوجئت باتصال منه الساعة اتنين بالليل وبيقولي إنه عايز يعمل المقابلة في بيته، وفضل يوصف هو لابس إيه".
تقول "هدى" إنها اضطرت لغلق الهاتف في وجه المصدر المتحرش، وحظر رقمه غلى هاتفها، إلا أنها تلقت بعد ذلك تهديدات عديدة منه، ما سبب لها رعبًا كبيرًا في بداية الأمر، قبل أن يتوقف عن تهديداته، وتضيف: "تولع المعلومة ويولع المصدر أهم حاجة كرامتي، فهي أهم من أي ملف ومن أي خبر".
أما منى يسري فتقول إنه على الرغم من خسارة حلمها بالعمل في المؤسسة التي أحبتها، والضغوط العائلية والمجتمعية التي واجهتها، فكل تلك الضغوط لا تعادل الألم النفسي والجسدي الذي تعرضت له، وتستدرك: "القضية ليست قضيتي وحدي، وإنما قضية كل امرأة يتم انتهاكها. خوف النساء وسكوتهن على التحرش الذي يتعرضن له يوميًا هو ما يشجع المتحرشين على الاستمرار، لا بد لهذه الدائرة أن تتوقف".




إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زارنا آخر أسبوع

المتابعون

أرشيف المدونة

جميع الحقوق محفوظة

كاتوبجي

2016