طارق المهدوي
يتداول البشر عدة أساطير منها ما هو محلي ومنها ما هو إقليمي ومنها ما هو عالمي بالمعنى العلمي للأسطورة الذي هو المبالغة الحدية بين ثنائية الخير والشر لحكاية تاريخية تم ويتم نقلها عبر وبين الأجيال بشأن حدث أو ظاهرة ذات تفسيرات غيبية لكونها غير مرئية أو غير مفهومة وبالتالي فإن لكل أسطورة أساس حقيقي حدث بالفعل مهما بلغ اختلاف هذا الأساس عن الشكل النهائي للأسطورة المتداولة.
(1)
ظهر الأسترالوبيثيكس البالغ وزنه خمسين كيلو جرام وطوله متر ونصف والذي سار على قدمين اثنين بقوام رأسي شبه مستقيم قبل ثلاثة ملايين من السنوات وعاش لمدة مليون سنة حيث انقرض قبل مليونين من السنوات دون أن تنقرض سلسلته.
(2)
استمرت الطفرات المتتالية في سلسلة الأسترالوبيثيكس في التطور على النحو الثابت علمياً حتى ظهر منها النياندرتال العاقل الناطق في أوروبا وآسيا وحوض البحر الأبيض المتوسط قبل ثلاثمئة وخمسين ألف سنة بينما ظهر منها الهومو سابينس العاقل القوي في أفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط قبل مئتي ألف سنة.
(3)
قام الهومو سابينس الأفريقي بمهاجمة النياندرتال الأوروبي الآسيوي في حوض البحر الأبيض المتوسط قبل خمسين ألف سنة ثم زحف الهومو سابينس نحو أوروبا وآسيا حيث استمر في مطاردة النياندرتال ومحاربته حتى أباده إبادة تامة أدت إلى انقراضه قبل ثلاثين ألف سنة لينفرد الهومو سابينس بالحياة ويستمر نسله على الأرض حتى اليوم فيما يشكل النظير العلمي للرواية الدينية عن آدم وقابيل وهابيل.
(4)
خلال العشرين ألف سنة من الحروب المتبادلة بين الهومو سابينس والنياندرتال في مختلف أنحاء العالم القديم حدث تناسل إجباري واختياري بين الجنسين الأمر الذي ترتب عليه وجود بعض الجينات المورثة عن النياندرتال مختلطة مع الجينات المورثة عن الهومو سابينس لدى بعض البشر المعاصرين مما جعلهم مختلفين شكلاً وموضوعاً عن غالبية البشر ذوي الجينات المورثة عن الهومو سابينس فقط.
(5)
رغم ثبات الحقيقة العلمية بوجود (أقلية) من البشر الحاملين لجينات النياندرتال جنباً إلى جنب مع جينات الهومو سابينس مقابل (أغلبية) البشر الحاملين لجينات الهومو سابينس فقط (أو العكس وفق بعض الدراسات) مع ما يترتب على ذلك من اختلافات بين الأقلية والأغلبية إلا أن العلماء يخشون من الخوض في تفاصيل تلك الحقيقة لكونها الأساس الفكري لنظريات التمايز العرقي التي يستند إليها العنصريون المعاصرون.
(6)
الحقيقة المؤكدة علمياً هي وجود (أقلية) بشرية ذات جينات مزدوجة موروثة عن النياندرتال والهومو سابينس معاً مقابل (أغلبية) بشرية ذات جينات أحادية موروثة عن الهومو سابينس فقط (أو العكس وفق بعض الدراسات) وهو ما يعني حتمية وجود اختلافات بين هؤلاء وأولئك.
أما الاستناد إلى هذه الحقيقة وتلك الاختلافات لاستنتاج تمايز الأقلية عرقياً عن الأغلبية فهو اجتهاد علمي يسبب الاضطهاد للعلماء أصحابه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى الآن ... فالديمقراطية الحقيقية مازالت غائبة عن العالم كله.
(7)
تقول بعض الدراسات العلمية إن انقراض النياندرتال قد حدث بسبب ضعف جهازه المناعي في مواجهة الفيروسات الفتاكة بالمقارنة مع الهوموسابينس صاحب جهاز المناعة القوي وهو قول يمكن قبوله على ضوء ما تعرضت له البشرية مؤخراً من هجوم كاسح شنه ضدها فيروس كورونا
(8)
تقول بعض الدراسات العلمية إن جنسين مختلفين تعايشا معاً قبل أربعة مليون سنة أحدهما هو "pongids" وهو عبارة عن قرد يشبه الإنسان أما الثاني فهو "hominids" وهو عبارة عن إنسان يشبه القرد لكن دراسات علمية أخرى تقول إن لهذين الجنسين أصل واحد هو "Oreopithecus" الذي ظهر قبل 11 مليون سنة واستمر حتى 4 مليون سنة
(9)
تقول بعض الدراسات العلمية إن جسد الغوريلا المولودة وهي مصابة بنقص الصبغات الجلدية يشبه من حيث اللون وكثافة الشعر الجسد البشري
(10)
طبعاً المنشور أعلاه هو المختصر الذي استوقفني من حكاية تطور الجنس البشري على مدى ثلاثة مليون سنة بما تضمنته الحكاية الكاملة من تفاصيل أخرى عديدة أحطتُ بها علماً بشكل عام لكنني مررتُ عليها مرور الكرام أي أنها لم تستوقفني فلم أفحصها أو أدققها وبالتالي لم أنشرها .
يعني ما يجيش حد يقول إن المنشور أعلاه نسي واقعة كذا أو تفصيلة كذا إلا لو كان شايفها مؤثرة على معلومات أو تقديرات المختصر المنشور أعلاه أو لو كان الحد ده هايف وبيستعبط
(11)
المستحاثة لوسي من نوع أوسترالوبيثيكوس أفارينيسيس، عاشت وماتت قبل 3.2 مليون سنة. عثر على المستحاثة في أثيوبيا عام 1974
تقول الحفريات إنه أقدم هومو سابينس تم العثور عليه في جنوب أفريقيا
الصور الثلاثة منقولة عن NATIONAL GEOGRAPHIC SOCIETY لكل من أوسترالوبيثيكوس والنياندرتال والهومو سابينس الذين يقابلهم في الرواية الدينية آدم وهابيل وقابيل
(12)
رغم وجود حوالي عشر أنواع من الكائنات الحية الهجينة ذات الجينات المزدوجة الموروثة الناجمة عن تزاوج نوعين مختلفين ذوي أصول مشتركة من الكائنات الحية وقدرة هذه الأنواع الهجينة (باستثناء البغل) على إعادة انتاج نفسها بنفسها فإن الحالة التشريحية الأقرب ربما تكون حالة الدب البيزلي أو الأشهب أو الأشيب المولود عن تزاوج الدب الأسمر أو البني مع الدب القطبي أو الأبيض المختلفان تماماً عن بعضهما حيث يتميز الدب الأشيب الهجين في مواصفاته وقدراته ومهاراته كثيراً على كل من الدب البني والدب القطبي
(13)
تدبر النظريات العلمية وتدبر الاجتهادات الدينية معاً قد يدفع إلى اختيار الأخذ بأحدهما وإهمال الآخر وقد يدفع إلى اختيار التوفيق بينهما وهي اختيارات لا أسمح لنفسي ولا لغيري بالتدخل فيها
أما الصور فهي عديدة وبعضها موجود في جوجل حول الاختلافات في تطور الجمجمة وبالتالي في المخ الذي تحتويه وفي تطور الفك وبالتالي في اللسان الذي يحتويه وفي تطور العمود الفقري وبالتالي في القدرات الحركية وفي شكل وموقع العيون وبالتالي في القدرات البصرية وما شابه ... كما أن هناك صور عديدة تميز المراحل المختلفة لشجرة التطور البشري وهي موجودة في كل جداول علم الأحياء الموجود بعضها في جوجل أيضاً ... أما تحليل الجينات والحمض النووي فهو لا يصدر على شكل صور بل يصدر على شكل جداول تتضمن رموز تقابلها أرقام لا يفهمها سوى العلماء والباحثين المتخصصين في علم الأحياء.