>> الفاتحة على قبرهم في ذكرى العدوان الصهيوني
>> إحـنا العـمال اللي انقـتلوا .. قـدام المصنع في أبو زعبل
>> عامل في خطاب لنيكسون: أسفي الشديد لسقوط الشرف الأمريكي ضحية لأطماع الصهيونية العالمية
>> لوحة أسماء الشهداء أصابتها عوامل التعرية فمحت الحروف.. فهل من تكريم لأسماءهم بعد سنوات من تصفية المصنع؟!
>> محمد علي أنشأ في البلدة أول مدرسة للطب.. وجمال عبد الناصر أقام أكبر منطقة صناعية.. والمخلوع مبارك صفى الجميع!!
كثيرًا ما تغرقنا ذكريات الورود بالمواقف الوطنية.. وصور الصمود، وتضحيات العمال بأنهار الدم، والعرق.. لكن يزداد الوجع فينا لجحود النسيان لأسماء محاها بخار الهواء الساخن، وعواصف الرمال الهوجاء!!
رغم محاولات البعض تناسيها.. متناسيًا أن المواقف الخالدة تصنع الأبطال، وتضحيات الدماء تخلد الأماكن.. وتبقى أمانة القصاص مشنقة للرقاب فينا.. حتى تحرير القدس من الأيدي القذرة الملوثة بأشلاء الأبرياء منا.
وبين بطولات الأمس.. وجحود اليوم مسافات شاسعة من الحكاوي المسرسبة بخطوط الدم، وبين الحرية.. والخنوع أيام مضت لم ترد من كهوف الإهانة، والقصاص، أو التعويض عن الإجرام الصهيوني..
لم يكن غريباً أن يطرح المرحوم "أحمد سليمان حجاب" أحد أبناء بلدة أبو زعبل سؤالاً في ذكرى شهداء الطائرات الفانتوم الصهيونية، ومازالت الإجابة هائمة حتى الأن رغم مرور 42 عامًا فيقول: "وتعود أيامنا بقساوتها.. ويجيلنا اتناشر فبراير، ونعيش الذكري ومرارتها.. والكاس على كل الناس داير.. في اليوم ده وعام 70 فاكر، وانتم فاكرين قسوة يومها؟!" .
اقرأ أيضا: 10 أعوام على رحيل الجنرال| الفريق سعد الدين الشاذلي.. آخر العسكر الوطنيين (ملف مصور)
فبينما كانت حرب الإستنزاف بين مصر وإسرائيل محصورة في حدود المواقع العسكرية في جبهة القتال، (أغارت الطائرات الإسرائيلية على مصنع حديد أبو زعبل).. وكما نشرت صحف تلك الأيام أسفرت الغارة عن استشهاد 70 عاملًا وإصابة 69 آخرين إضافة إلى حرق المصنع .. وقال آخرين أنهم 82 شهيدًا.. (لكن الواقع كما تؤكده أسمائهم التي تصطف أمام مقبرتهم أنهم 83 شهيدًا) رغم أن الحروف في طريقها إلى الزوال بفعل عوامل التعرية؛ وإهمال ذكراهم العطرة!!
وتكلف إنشاء "الشركة الأهلية للصناعات المعدنية" بأبو زعبل حوالي 5 مليون جنيه بالقيمة النقدية في ذلك الوقت دفعها الشعب المصري.. وكان يعمل فيها 2000 عامل، أجورهم فى السنة حوالي مليون جنيه، كان مصنع ناجح بكل المقاييس تواصل العمل فيه ثلاث ورديات، إستغرقت الـ 24 ساعة في اليوم.. وإنتاج المصنع 75 ألف طن من حديد التسليح الذي يستخدم في البناء.
الحكـــــــــــاية حلم .. وعمل
في ذلك اليوم ما كادت صلاة مسجد "الشيخ النبراوي" التي تبعد قليلًا عن الضفة الشرقية لترعة كشمير اليمنى المقابلة لبوابات مصنع حديد أبوزعبل تنهي تباشير فجر يوم الخميس الموافق 12 من فبراير عام 1970م.
خرج مئات العمال من منازلهم متجهين إلى بوابات المصنع.. واتجه القاطنين منهم ببلدة أبو زعبل وضواحيها سيرًا على الأقدام في جماعات صغيرة أو فرادى، وراكبي دراجات.. بينما تحرك ساكني القاهرة، والمحافظات باتوبيسات نقل العاملين الخاصة بالمصنع، أو بقطار شبين القناطر الشهير.. كان الأمل ساطعًا على جبينهم، يستبشرون خيرًا بيومهم الذي سيصرفون فيه سلفة عيد الأضحى المبارك من الصراف "صبحي السيد منسي".. وأخرين يستعدون في مطعم الشركة لإمداد زملاءهم بالطعام لرحلة إلى الفيوم.
وبالفعل وصل الكثير منهم إلى المصنع وبدأوا في مزاولة نشاطهم اليومي.. وعلى غير العادة تأخر وصول القطار الذي يقل الباقين دقائق قليلة نتيجة عدم إزدواج الخط الحديدي؛ فلابد للقطار الذي يستقلونه من إنتظار القطار المقابل في محطة الخانكة.. الأمر الذي أثار تساؤلات زملائهم بالمصنع عن سبب عدم وصولهم والأطمئنان عليهم.. ولكن هذه الدقائق القليلة هي التي أنقذت حياة عمال المصنع راكبي القطار.
اقرأ أيضا: من أين يأتي السيسي بأموال المشروعات؟ CNBC تجيب: 72 مليار دولار خدمات الدين في مصر حتى 2025
ففي الساعة الثامنة والربع صباحًا وسط ضجيج دوران الماكينات، وتصاعد الدخان، واستمرار الإنتاج فى مساره المحدد.. فجأة تغير كل شيء، وأنقلب الحال رأسًا على عقب..
فعلى إرتفاع منخفض تسللت طائرات "الفانتوم" التي أرسلتها أمريكا لإسرائيل سنة 1969م؛ وتوجهت إلى المصنع بنيران الصواريخ، وقنابل النابالم، والقنابل الموقوتة زمنيًا.. ودوت أصوات أنفجارات هائلة صمت الأذان.. صاحبها هواء جاذب دافع، ودخان كثيف.. وأمتلىء الجو بالأتربة السوداء، وبأعمدة اللهب الخانقة!
وبعد دقائق كان أحد العنابر الرئيسية في المصنع صورة للدمار والموت، وكانت الخسارة 83 عاملًا شهيدًا، و 150 عاملًا جريحًا، أما الآلات فقد تحطمت، ومزقتها الإنفجارات، وكانت الجروح محرقة، نتيجة نيران قنابل النابالم، وكانت القنابل الموقوتة -الزمنية- مدفونة تحت الأنقاض، فلم يكن لها هدف إلا أن تكون مصيدة موت ودمار أخرى للقادمين من فرق الإنقاذ والإسعاف.
وأفاق العمال من هول الصدمة ليجدوا أنفسهم وسط الدماء الغزيرة، وبين جثث وأشلاء زملائهم.. وأستغاثات وأنين المصابين الجرحى يتردد صداه في كل مكان. وتسألوا ماذا حدث؟!
لقد قذفت طائرات الفانتوم مصنعهم المدني بالصواريخ و القنابل الحارقة ودمرت محطة المحولات الكهربائية وورشة الصيانة.. ملاحظ محطة المحولات الذى أستشهد محترقا من تأثير النابلم قال وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة: "أوعوا تتهاونوا مع الصهيونية والإستعمار، لازم تصمدوا وحاننتصر بإذن الله، ربوا في قلوب ولادي الحقد والكراهية على أمريكا"..
و تناثرت، وتفتت قوالب الحديد المعدة للدرفلة من قوة الإنفجار؛ وأصبحت تقتل وتصيب كـ"الشظايا" كل من تصطدم به.. إلا أن البطولات التي قام بها عمال الشركة، والمصانع المجاورة، والأهالي فوق الحصر.. فما كاد سكان قرية أبو زعبل؛ والقرى والمصانع المجاورة من رجال ونساء وشيوخ وأطفال يشعرون بدوي الإنفجار حتى تركوا أعمالهم وأسرعوا إلى المصنع للمشاركة فى عملية الإنقاذ وإسعاف ذويهم.. ولم يتم دفن الشهداء إلا بعد يومين تحسبًا لإنفجار قنبلة زمنية آخرى لم تنفجر حتى تم التأكد أن إبرة ضرب النار بها مكسورة.
بعدها بأيام قليلة أرسل أحد عمال المصنع خطابًا إلى الرئيس الأمريكي "نيكسون" حمل عنوان: "خطاب مفتوح من عامل بمصنع أبي زعبل إلى فخامة الرئيس نيكسون.. نموت بالنابلم ولا نركع لغير الله ياسيدي الرئيس".. قال فيه: "لقد كانت هديتك إلينا نحن عمال المصنع المدني فى أبي زعبل طيبة جدًا؛ ونحن نشكرك عليها لأن العمال المدنيين كان لهم شرف التضحية بالدم، والروح كجنود القوات المسلحة.
هديتك المرسلة جوًّا على جناح الفانتوم من الصواريخ السامة، وقنابل النابلم وصلت الينا كاملة بكل المعاني البربرية التي كانت مكسبكم الوحيد من علم الصعود إلى القمر.
اعذرنى يا فخامة الرئيس اذ قلت لكم أن الحرية عندكم تمثال، فمرحبًا بهداياكم الطيبة، التي تزرعون بها الحقد والكراهية في قلب مئة مليون عربي.. أتيح لهم جميعًا أن يعلموا أن طائرات الفانتوم الأمريكية يقودها طيارون أمريكيون يحاربون تحت علم صهيون، ويضربون العمال وهم يصنعون الصلب من أجل البناء لا من أجل الحرب والدمار.
أسمح لي سيدي الرئيس أن أوجه اليكم هذا الخطاب مع أسفي الشديد لسقوط الشرف الأمريكي ضحية لأطماع الصهيونية العالمية.
اقرأ أيضا: مترجم| كيف نامت دول الخليج في "سرير إسرائيل" ونسيت القضية الفلسطينية؟
وقد سألت نفسي أمس سؤالاً يافخامة الرئيس: لماذا تحارب أمريكا العرب؟ إن العرب يكدحون في حقول البترول العربية التي تتحول إلى ثروات أمريكية يعيش بها المجتمع الأمريكى في رفاهية.. فهل يكون جزائهم منكم القتل بالنابلم؟ أنني عامل بسيط لا أفهم كثيرًا في السياسة يا فخامة الرئيس.. ولكني أكتب اليك هذا الخطاب بدماء شهداء أخوتي في أبي زعبل.. مصنع للبناء هدمتموه.. مصنع للسلام حاربتموه. مصنع للحياة أمطرتم عليه الموت.. لماذا كل هذا يا فخامة الرئيس؟ نموت من النابلم ولا نركع لغير الله.
الطريق إلى مقبرة الشهداء
وصرخ عمنا الرائع "صلاح جاهين" في قصيدته المتألمة وجع وأمل وتحمل عنوان: "عناوين جرانين المستقبل" فقال: "احـنا العـمال اللي انقـتلوا.. قـدام المصنع في أبو زعبل، بنـغـني للدنـيـا ونـتـلو.. عناوين جرانـين المستـقبل: وحـدة صـف الأحـرار، جـبـهـة لكـل الثـوار.. عـبور الجـيـش لسـينا، الـزحف مـن الأغـوار.. جـيش العـدوان يتقـهقر، الأرض قــايـدة نــار.. والبـحر قـايـد نــار، الاستـعمار أثـبت فشـله.. البـيت الأبيض لا يخجل، إحـنا العـمال اللي انقتلوا.. قدام المصنع في أبو زعبل، بـنـغـني للدنـيا ونتـلـوعنـاوين جرانـين المستقبل: محـكـمة للـمـجرمـين، قائــمة بالمـتـهـمـين.. إدانـة مسـتر نيـكسون، بقـتل الاسـطى ياسـين.. القــاتل اسـتـعـماري، القـتـلـى وطنــيـين، عـمــال مـدنـيـيـن.. نـصارى ومسـلـمـين، مرتكبو المذبـحة يعتـقلوا.. الحـكم علـى المتهم الأول، احـنا العـمال اللـي انقتلوا.. قـدام المصنع في أبو زعبل، بـنـغـني للدنـيا ونتـلـو عنـاوين جرانـين المستقبل: الجـو غــدًا يتحـسـن، معرض لزهور السـوسن.. الخطـة الخـمسية تنـفذ، مهرجانات النـصر غـدًا.. تصـفـية الصهـيونـية، دولـة فلسطين.. تعـلـن.. دستور وقوانين.. تعـلـن، حريـة الدين.. تعـلـن.. قوس تذكارى جاري عمله، طالين منه احنا وح نفضل.. احـنا العـمال اللـي انقتلوا.. قـدام المصنع في أبو زعبل بـنـغـني للدنـيا ونتـلـو عناوين جرانين المستقبل!!".
ويبدأ تاريخ مركز الخانكة الذي يقع شمال القاهرة وتتبعه بلدة أبو زعبل بمحافظة القليوبية منذ فترة وجيزة وتحديدًا كما ذكر "تقي الدين بن أحمد علي المقريزي" في "الخطط المقريزية" عام 724 من التاريخ الهجري الموافق 1368 ميلاديًا، حينما أنشأ الملك "الناصر بن قلاوون" خان قاه سريقوس؛ والمعنى اللغوي مكون من كلمتين الأول "خان" والثانية "قاه" وهي كلمة تركية تعني: "بيت الزهاد أو الصوفيين" وذلك حينما ركب على عادته للصيد هناك، فأخذه ألم شديد في جوفه كاد أن يأتي عليه، وهو يتجلد؛ ويكتم ما به من عجز.. فنزل عن الفرس والألم يتزايد فنذر لله إن عافاه ليبنين في هذا الموضع موضعًا يعبد الله تعالي فيه، فخف عنه ما يجده، وركب فقضى نهمته من الصيد، وعاد إلى قلعة الجبل، فلزم الفراش عدة أيام.
اقرأ أيضا: فساد الكبار بالصور والمستندات| تفاصيل مثيرة في أزمة البنك التجاري الدولي CIB.. ودور داليا خورشيد
ثم عوفي، فركب بنفسه ومعه عدة مهندسين، واختط على قدر ميل من ناحية سرياقوس هذه الخانقاه، وجعل فيها مائة خلوة لمائة صوفي، وبنى بجانبها مسجدًا لصلاة الجمعة، وبنى بها حمامًا ومطبخًا لهم.. ثم بنى الأهالي حولها البيوت والحوانيت -الدكاكين- والخانات حتى صارت بلدة كبيرة بها الكثير من المساجد الإسلامية أشهرها مسجد الأشرف قايتباي والجامع الكبير لسكرية سرياقوس في العصر الأيوبي؛ وتمت عليه الزيادات في العصر العثماني.. ثم إمتدت شمالاً إلى أبو زعبل التي يبدأ تاريخها عام 925 من التاريخ الهجري الموافق 1498ميلاديًا؛ وعرفت بأسم "القصير" ثم عرفت فترة أخرى بأسم "بني صير" حتى جاءها المماليك ومنحوا مساحة شاسعة من الأراضي لشخص يدعى "ابن فراجا التركماني" في عهد السلطان الأشرف شعبان، ثم قام ابن فراجا بتعيين شخص قيم على هذه الأراضي يدعي "زعبيل" ليتولى الإشراف على زراعتها بالفاكهة، والخضروات، والتين الشوكي وكانت كناية هذا القيم "أبو زعبل ".
وفي رأي أخر نسبة إلى "زعبل" وهو شجر القطن لأنها كانت تمتاز بزراعة القطن الجيد؛ ولهذا سميت أبو زعبل أي أبو شجر القطن.
و تبنى "محمد علي" إقامة مصر الحديثة فوقع إختياره على البلدة فأنشئ بها مجمع مدارس1827م لتعليم الطب.. والنحو، والحساب، والهندسة.. والموسيقى.. واختار لها ناظر فرنسي يدعي "أنطوان كلوت بك"، والمدرسة الإعدادية الحربية لتجهيز التلاميذ لدخول المدارس الحربية بعد أن نقلت إليها من منطقة قصر العيني بالقاهرة، وكانت تسع 500 تلميذ كما انتقلت إليها مدرسة المشاة من دمياط عام 1841م فأصبحت تسع نحو 1200 تلميذ، إلا أن هذا المجمع إهمل فيما بعد وتم هدمه.
وفي ثورة "الزعيم جمال عبد الناصر" الصناعية لنهضة وتحديث مصر شيد فوق أرضها أكبر منطقة صناعية شملت جميع الصناعات الدوائية.. والثقيلة، والعسكرية فشهدت إزدهارًا متناميًا فهاجر إليها جميع أطياف المجتمع المصري من كل محافظات المحروسة.
ويربطها بالقاهرة عدة طرق: الصحرواي من مدينة السلام مرورًا بمنطقتي أمل 1 وأمل 2 الصناعيتين.. والطريق السكاني يبدأ من حي المرج مرورًا بمناطق 23 يوليو، والقلج، وسرياقوس، والجبل الأصفر، والخانكة، والطريق الزراعي من مسطرد بمحازاة ترعة الإسماعيلية.
دفتر ذكريات مصنع الشهداء
تقع "المقبرة الجماعية للشهداء" بمدخل بلدة أبو زعبل وتعلوها لوحة الأسماء علي مدخلها رغم إمتداد عوامل التعرية لمحوأسماءها وهم:
أحمد حسن الحلفاوي
عيد ميلاد جيد
عبد الله يوسف محمد مطر
علي شوكت العلايلي
أحمد حسن رسلان عبد الكريم
أحمد الشربيني داوود فرج
محمد محمد الشرقاوي
محمود عبد الله علي الوكيل
محمود ناصر علي ناصر
علي علي خليل
عبد السلام أحمد عبد الهادي
أبو العطا عبد العال محمد أبو قبلو
كامل فهمي درويش حشيش
سعيد عباس علي القاضي
محمد إبراهيم عزب عبد الله
محمد محمد علي الزيني
محمد سمير محمد سيد الشحري
أحمد محمود السعودي
خديوي يوسف عبد العزيز الجندي
محمود مصلحي سيد أحمد
عبد الرحمن محمود إبراهيم إسماعيل
السيد محمد علي ضحا
محمد عبد الغني أعسر
أحمد محمد عبد الكريم الألفي اللبان
أحمد إمام سليمان عضمه
سعيد إبراهيم يوسف أبو باشا
سعيد سليمان مرسي
محمد سليمان ربيع بكر
محمد السعيد محمد الليثي
حسن أحمد محمد قاسم
سعيد مرسي منصور محمد خليفه
سليمان محمد سليمان الشامي
فؤاد يوسف سيد أحمد
نبيل عبد الرحيم محمد الصوفي
حافظ محمد أبو دشيش
شعبان أحمد محمد عبد الجواد
محمد عبده إبراهيم
عبد الرحيم محمد عبد الرحيم
عبد المنعم عبد الحميد إبراهيم
عوض الله نسيم عوض الله
قطب عنبر عيد
مصطفي السيد عبده
لبيب سعد بشاي
عفيفي محمد أبو جاد
صالح سيد محمد السيد
فؤاد فهيم الحادي
عبد الحميد محمد السيد
عبد الرازق عبد اللطيف الزياتي
أحمد عواد محمد عثمان
محمود محمد السيد مسعود
صدقي إبراهيم إبراهيم إسماعيل
عبد العزيز شعبان موافي
حسن محمود عبد الصمد
مصطفى درويش إبراهيم
حلمي مغاوري السيد عبد النبي
أحمد علي علي الحداد
شوقي أحمد علي عمر
رضا جاب الله عثمان
إبراهيم السيد إبراهيم
محمود عبد الرحمن الدبيسي
محمد إبراهيم عبد الرازق الكردي
أحمد عبد السلام حسن عمران
ماهر حليم كامل- علي علي عبيان
حسين حسن البدرشيني
السيد إبراهيم سليمان عضمه
حسن محمد حجر
بدوي محمد بدر
محمد مصطفى بطنين
عيد عبد العزيز البركاوي
أحمد سليمان يوسف
سمير سليمان عليوه عبد الرحيم
عبد العزيز محمد محمد سعد
فتح محمد سيد احمد الشحري
جلال أحمد مراد
درويش محمد أحمد
إبراهيم السيد حسن
أنور هاشم أحمد
السيد هاشم أحمد
رمضان محمد خليل
علي السيد مبروك
بهيج مصطفي حسن
رشاد حسن علي
وكأن القانون 203 لسنة 1991م شرع خصيصًا لتشريد عمال "الشركة الأهلية للصناعات المعدنية" الذين تجاوز عددهم 3000 عامل، وتصفية أصولها؛ وبيع أراضيها؛ ووحداتها الصناعية بأبخس الأثمان لصالح سارق مصر "أحمد عز"؛ فلم تمضي سنوات قليلة إلا وبدأت جبال الخردة التي كانت قابعة بجوار المصنع تتعرض للسرقة العلنية جهارًا نهارًا من قبل إحدي عصابات الأهالي المعروفة للجميع؛ ليتم تقاسم الغنيمة بين عدة أطراف في عهد رئيس مجلس الإدارة "حسن عبد اللطيف" لتصبح القيمة الدفترية صفر، وشهدت الشركة خسائر متلاحقة.. وفي الوقت نفسه تم فتح الباب على مصراعيه لتشريد العمال بنظام المعاش المبكر.. وحينما تولى "رزق الله شكر الله" منصب المفوض العام للشركة بعد سنوات قليلة بدأ المصفي العام للشركة في بيع وحدتي الدرفلة، ووحدات التخشين والتشطيب والجمالون، والثلاث أفران كـ " خردة" بمبلغ 500 ألف جنيه رغم ان تكلفتها 2,5 مليون جنيه مع عدم الإعلان عن البيع بعد إباحة الشركة القابضة للصناعات المعدنية برئاسة "عادل الدنف" للمصفي حرية التصرف في البيع!!
وتناسى الجميع الدماء التي سالت من الشهداء، أو حكاوي العمال أمثال "أحمد الدسوقي" الذي دخل سيخ في فمه؛ وكان مخه يسيل على وجه وظل حي لمدة أسبوع لقوته البدنيه حتى توفى.. والعامل "زكي عبد الرحيم" الذي قطع السيخ ساقه في ثواني، والعامل "محمد إبراهيم الوكيل" الذي دخل السيخ بين فخديه، والعامل "جمال فياض" الذي توفي بعد أن دخل سيخ في بطنه.
كما تناسى الجميع الجهود الجبارة للمهندسين في تطوير الشركة بعد أن كانت مجرد ورشة حدادة، وبدأت بفرن واحد حتى وصلت لثلاثة أفران، أو بعد قصفها بالطائرات الصهيونية وإعادة تشغيل المصنع بعد 21 يومًا فقط في عهد "الدكتور أبو بكر" رغم أن الخبراء أكدوا أن إعادة تشغيل المصنع يستغرق 180 يومًا، ولم يتذكر أحد أن الشركة كانت تملك أكبر أسطول سيارات لنقل العمال رغم انها بدأت بتأجير سيارات من شركة بشاي لنقل العاملين، أو أن الشركة كانت تنتج فقط حديد بأقطار 16 ملليمتر و19 ملليمتر فقط ثم نجحت في إنتاج أقطار22 و 25 و 32 مللي.. وتنتج 30 طن حديد في المرة الواحدة كل ثلاثة ساعات من خامات الخردة، والمنجنيز وبعض الأدوات المساعدة كالجير بالإضافة للوقود المازوتي!!
اقرأ أيضا: الموقف المصري| حدائق العاصمة الإدارية: هل يتكرر فساد مدينتي مرة أخرى؟
ولم يتذكر احد العامل "حسين السلهاب" الذي كان يحمل علي كتفه كتلة من الحديد يبلغ وزنها 300 كيلوجرام دون مساعدة أحد.. أو رشاقة كبير الملاحظين "عبد الفتاح طلبه " في عمله رغم أن وزنه بلغ 350 كيلو جرام، ولا ان درجة حرارة التسخين كانت تبلغ 1000 درجة فرنهيت والعامل لا يبعد عنها أكثر من 15 سنتميتر فقط.. أو دهشة وزير الصناعة الأسبق "محمد عبد الوهاب" أثناء زيارته للشركة في الثمانينات حينما شاهد الوحدة الآلية؛ وتعجب من تحديثها وعدم انقراضها بعد أن كانت يدوية!!
عصـــــــام حســــــين – صحيفة "الكرامة" - العدد 313 - صفحة 8 الأحد الموافق 19 فبراير 2012م