-->
كاتوبجي كاتوبجي
recentposts

آخر الأخبار

recentposts
recentposts
جاري التحميل ...
recentposts

لماذا يستمع السيسي لنصائح أحمد عكاشة أستاذ الأمراض النفسية؟



 عبدالرحمن كمال

لا يعدم عبدالفتاح السيسي حاكم البلاد، من يدافع عن سياساته ويبرر قراراته ويفند عبقرية مقولاته، مهما كانت تلك السياسات فاشلة، ومهما كانت هذه القرارات خاطئة، ومهما كانت المقولات ساذجة.

الدكتور أحمد عكاشة، طبيب الأمراض النفسية، واحد من أولئك الأشاوس المدافعين عن مقولات وقرارات وسياسات السيسي، ولا يتوانى عن وصفها دوماً بالحكمة والألمعية، وحينما يشتد النقد على مقولات السيسي حتى من أقرب مقربيه، يهرع عكاشة إلى كشف الجانب مشرق من هذه المقولات مهما بلغت سذاجتها وحماقة محتواها.


اقرأ أيضا: أبرز خسائر مصر بعد تنازل السيسي عن تيران وصنافير


لكن ثمة دور آخر يلعبه أحمد عكاشة، طبيب الأمراض النفسية، ألا وهو توجيه النصح للسيسي، حيث أنه لم يكتف فقط بلعب دور المبرراتي كما هو حال زملائه من الإعلاميين وال«الخبراء» الاستراتيجيين والعسكريين والمحللين السياسيين.

عكاشة قبل 25 أبريل: افرم يا سيسي

قبيل 25 أبريل الماضي (عام 2016)، وفي ظل حالة الارتباك التي سيطرت على أذرع السيسي الإعلامية، خرج علينا أحمد عكاشة، الذي سبق واختاره السيسي لعضوية مجلسه لكبار علماء مصر، في ندوة نظمتها «اليوم السابع» القوة الضاربة في وسائل إعلام السيسي، وراح يكيل الاتهامات للداعين للخروج يوم 25 أبريل.

حمّل عكاشة في الندوة ثورة 25 يناير المسئولية عن حالة الانحطاط التي تفشت في الشارع المصري مؤخرا، على حد زعمه، في وجه جديد لتشويه الثورة عبر طبيب نفسي، على نفس خطى المستبدين في وصف الكل من يتمرد على طغيانهم بالجنون.


اقرأ أيضا: الفترة الثانية للسيسي.. نحو مستقبل أكثر إظلاما (11 توقع عن الخراب المنتظر)


وفيما يلي مقطتف من حديث عكاشة بالندوة، ننشره كما هو:

هل نصحت «السيسى» بتجويع الشعب، وهو التصريح الذى أثار ردود أفعال غاضبة.. فما حقيقة هذه النصيحة؟

– أنا قلت للرئيس إن الحكام السابقين أخطأوا لأنهم لم يبلغوا الشعب بأننا فى حالة حرب تعادل ما عشناه فى 1956 و1967 و1973، ورغم ذلك يعيش الشعب فى التكييف. قلت له: «يا ريس نحن الآن أسوأ حالًا من 56 و67، والدول تتكالب علينا، وكل يوم يموت ضباط وجنود، ولازم الشعب يتحمل نقص الكهرباء والطعام، فلا نستورد لحومًا ونستبدل بها الكشرى والأكلات الشعبية، ويجب ألا تفعل مثل الحكام السابقين الذين أرادوا الاستمرار فى الحكم وقالوا للناس عيشوا وملكمش دعوة». فضحك «السيسى» وقال لى: «الشعب هيتعب أكتر ما هو تعبان كده»، قلت له: «أنا مش موافق على الحنان بتاعك ده والطبطبة، آسف جدًا». وقلت فى محاضرة بمؤتمر العام الماضى: «أنا نصحت الرئيس أثناء لقائه بالمجلس الرئاسى بأن نعيش سنة أو سنة ونصفًا كأننا فى حالة حرب.. ناكل قليل، ونتعب ونتحمل الصعاب، واللى عايز يهاجر يهاجر إحنا قاعدين».

عكاشة بعيد 25 أبريل: لا ديمقراطية للجهلاء

بالأمس، قال الدكتور أحمد عكاشة، إن الشعب المصري لم تتكون لديه ديمقراطية، مطالبًا بالعمل على رفع مستوى التعليم لدى المواطنين؛ من أجل التنوير وإتاحة أكثر من بديل لعقل المتلقي.


اقرأ أيضا: عورات كشفها انقلاب 30 يونيو 


وأضاف -خلال لقائه ببرنامج “90 دقيقة”، مع معتز بالله عبد الفتاح، على قناة “المحور”- أن إعطاء الحرية والديمقراطية لجاهل مثل إعطاء السلاح لمجنون، مشيرا إلى أن الانتخابات ما زالت تُجرى بمنطق القبلية حتى الآن.

ورداً على تصريحات عبدالفتاح السيسي التي قال فيها للمواطنين: “ماتسمعوش غير كلامي أنا بس”، قال: “هذا يرجع إلى خلفيته العسكرية” مشيرًا إلى أن المؤسسة العسكرية تعتمد على احترام الكبير والقيادات.

منطق عكاشة: الانتهازية والتزييف

الدكتور أحمد عبدربه، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، علق على ما قاله عكاشة في لقائه بقناة المحور، قائلا: «طبعا منطق الدكتور عكاشة لايختلف عن موقف الكثير من النخب المصرية، وهو باختصار منطق انتهازى يسعى لتبرير الآوضاع القائمة من خلال تزييف وعى الناس ومحاولة إقناعهم إنهم جهلة لا تصلح معهم ديموقراطية ولا حرية، وهو منطق تلح عليه الكثير من الوسائل الإعلامية فضلا عن المسئوليين بالإضافة لبعض المنتمين للطبقات الوسطى فما فوقها للدرجة التى تجعل بعض الناس العادية بالفعل تردد هذا الكلام الساقط!»

وأضاف عبدربه في منشور على صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «الحقيقة بسيطة للغاية، منذ آن نشآت الجمهورية فى عام ١٩٥٣ ومصر ليس بها ديموقراطية ولا حرية، ورغم ذلك لم يتنتهى الجهل ولا الفقر ولا العنف! بل العكس هو الصحيح، تغولت المؤسسات الآمنية “التي بيدها السلاح” على الناس، ونتيجة لغياب قواعد المحاسبة والمسائلة تم انتهاك حقوق الشعب ومن ثم تزايدت معدلات العنف السياسى والإرهاب والتطرف، تدهورت مستويات التعليم والصحة والخدمات، ومن ثم دخلنا في حلقة مفرغة بين عنف الدولة وعنف الجماعات المسلحة في بيئة قام بتغديتها آمثال الدكتور عكاشة على الطرفين (مسلحي الدولة ومسلحي الجماعات الإهابية)!»


اقرأ أيضا: ماذا يحدث عندما يحكم الإخوان المسلمون 10 سنوات؟.. تونس نموذجا


وتابع: «وقطعا المسكوت عنه، هو آن نفس هذا الشعب الذي يتم نعته دائما بالجهل، هو نفسه الشعب الذي تم وصفه بالعبقرية والحضارة وتعليم العالم كله حينما نزل في ٣٠ يونيو وفي ٢٦ يوليو (التفويض) وهو نفس الشعب الذي صوت للدستور بالموافقة (٩٨٪)، وانتخب السيسي (٩٦٪) !

فهل هذا هو نفس الشعب الذي يتحدث عنه الدكتور عكاشة آم تم تبديله؟!

لا آعلم من يفتقد بالفعل الضمير والآخلاق، الشعب آم النخب المثقفة على من هم من شاكلة الدكتور عكاشة وشركاءه؟».

واستطرد: «غياب الحرية والديموقراطية وما يرتبط بهما من قواعد المحاسبة والمسائلة والشفافية هو من ينشر الجهل والعنف والغضب والسلاح وليس العكس، لكنها انحيازاتكم الانتهازية التى تزيف الحقائق!».

لماذا يستمع السيسي لنصائح طبيب نفسي؟

بعيدا عن مقولات أحمد عكاشة التي لا يمكن وصفها إلا بأنها حلقة جديدة من باب التضليل والتزييف والتبرير لفشل الجنرال، إلا ان تصريحات عكاشة المتكررة التي يستخدم فيها دوما لفظ «قولت للسيسي» تجبرنا على طرح السؤال: لماذا يستمع السيسي إلى نصائح طبيب نفسي؟ وإذا كان السر في ذلك كونه واحد من العلماء في تخصصه؟ فلماذا بالذات أحمد عكاشة هو أكثر الذين يتفاخرون بالحديث المتواصل مع السيسي؟ ولماذا لا يسمع السيسي لمتخصصين في علوم السياسة حتى من الذين يبايعونه على الحق والباطل؟

ربما يكون الأمر راجع إلى العلاقة الوثيقة بين أحمد عكاشة وأجهزة الدولة السيادية، وهي تلك العلاقة التي كشفها كتاب «كوابيس جمهورية الخوف الأولى» الذي منع السيسي نشره في مصر، والذي نشرته جريدة المسلمون كاملا عبر موقعها على الانترنت.


اقرأ أيضا: كيف تخلص السادات من أدلة قتله جمال عبدالناصر؟.. وكيف قتل الليثي ناصف ولماذا تأخرت إطاحته بهيكل؟


الكتاب يتحدث بشكل مفصل عن دور أساتذة الطب النفسي -ومن بينهم أحمد عكاشة- في التعاون مع أجهزة الدولة السيادية لإحكام السيطرة، باعتبارهم يشكلون الأعمدة الفقرية لمدارس السيطرة الثلاث التي ترى كل واحدة منها أنها الأقدر على التحكم في السلوك البشري، وهي المدارس التي آمنت بها مؤسسة الذكاء السياسي المصرية طوال العمر الزمني لجمهورية الخوف الأولى الممتد بين عامي 1952و2011، لتستخدمها جنباً إلى جنب وبتنسيق بيني تام يضمن حصول المدارس الثلاث معاً على الخدمات المتنوعة للمتخصصين في الطب النفسي وعلم النفس رغم اختلاف أساليب عمل تلك المدارس.


نقلا عن مدونة زقاق النت - نشر لأول مرة في 6 مايو 2016



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زارنا آخر أسبوع

المتابعون

أرشيف المدونة

جميع الحقوق محفوظة

كاتوبجي

2016